تخبط !
نحن سوف نقيل المدير الفنى.. نحن لم نبحث الأمر بعد.. نحن نبحث الآن عن مدير فنى جديد وأجنبي.. نحن لم نتخذ قرارا بعد بإقالة المدير الفنى وما قيل حول ذلك كان كلاما انفعاليا! هذا ما أعلنه اتحاد الكرةَ ورئيسه على مدى الساعات القليلة الماضية، وهي تعبر عن تخبط شديد يعانى منه من يديرون شئون الكرة المصرية.. وهذا التخبط لا يبشر بإصلاح أحوال تلك اللعبةَ الشعبية التى تستأثر باهتمام جماهيرى كبير رغم قرار حظر التواجد الجماهيرى في الملاعب الذى تم تخفيفه قليلا جدا في الشهور الأخيرة.
وهذا التخبط ليس جديدا يتسم به أداء الاتحاد الحالى لكرة القدم وإنما هو سمة ملازمة لاتحادات منتخبة ولجان معينة سابقة منذ سنوات طويلة ولذلك خاصمتنا البطولات الافريقية منذ اثنى عشر عاما مضت.. وهو تخبط متجذر وقوى لم تقدر عليه بعض رغبات في الإصلاح.. والأخطر من ذلك أنه تخبط مخطط أو ممنهج، أى مدبر ومقصود، للحفاظ على شبكة مصالح واسعة يستفيد منها كثيرون يحترفون هذه اللعبة، لاعبون ووكلاء لهم وإداريون ومدربون ومعلقون ومحللون ومذيعون ونجوم إعلانات، ويستفيد منها أيضا متطوعون لإدارة هذه اللعبة..
ولذلك لن نتخلص من هذا التخبط إلا إذا تخلصنا من شبكة الفساد الرياضى وتحديدا الكروى كاملة.. وهذا يحتاج لإرادة وقرار وعزيمة وإصرار على تطهير الوسط الرياضى من كل أنواع وأشكال الفساد سواء كان إداريا أو ماليا.. كما يحتاج أيضا اليقظة حتى لا تنحرف معركة مواجهة الفساد الكروى إلى صراع بين فاسدين أو طامعين في الفساد، كل منهم يريد الاستئثار بكعكة الفساد كاملة غير منقوصة وبلا شركاء.