خطة الحرب الكبرى.. القوات الخاصة الفرنسية تدخل مرحلة جديدة
تستعد القوات الخاصة الفرنسية، للدخول في مرحلة إعادة التكيف، وذلك في ظل تصاعد أجواء التنافس بين القوى الكبرى، ومخاطر الانزلاق في حرب تقليدية.
القوات الخاصة الفرنسية
ويشار إلى أن السلطات الفرنسية، كرست عمل قواتها الخاصة على مدى العقدين الماضيين مع خطر الإرهاب الذي ساد خلال تلك الحقبة.
ومن جانبه ذكر ضابط كبير في "قيادة العمليات الخاصة السرية" (سي أو إس) والتي تتألف من 4500 عسكري من النخبة من الجيوش الثلاثة (القوات الجوية والبحرية والبرية) إن "الحرب في أوكرانيا تسرّع تحولنا".
وتحتفل القوات الخاصة الفرنسية في شهر يونيو بمرور 30 عاما على تأسيسها، ولم تتوقف عن التكيف مع تطور النزاعات.
مواجهة الإرهاب
وبعد فترة طويلة من معارك غير متكافئة ضد التنظيمات الإرهابية، يبدو التغيير حاليًّا كبيرًا مع ضرورة استعدادها لمواجهة قوى مساوية في السلاح.
وتراقب قيادة العمليات الخاصة السرية، الحرب الروسية الأوكرانية باهتمام، خاصة العمليات التي يتم فيها استخدام القوات الخاصة، وذلك لاستخلاص بعض الدروس الأولية.
وفي نهاية أبريل، قال الجنرال برتراند توجوز قائد القوات الخاصة الفرنسية إن "استخدام القوات الخاصة والعمليات الهجينة في طريقة عمل الجيش الروسي منذ بدء النزاع كان منخفضا إلى درجة تثير الدهشة"، معتبرا ذلك "مفاجأة كبيرة".
وكانت القوات الخاصة الفرنسية في الخطوط الأمامية في مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط ومنطقة الساحل حيث تعقبت الوحدات الصغيرة في عملية "سابر" الجماعات التابعة لتنظيمي القاعدة وداعش.
الحرب الروسية الأوكرانية
وتتعهد "قيادة العمليات الخاصة السرية" بمواصلة مكافحة الإرهاب في المستقبل، لكن هذا الشكل من الحرب غير المتكافئة لم يعد أولوية الجيوش الفرنسية التي باتت تستعد لسيناريوهات اعتراض على السلطة، ترافقها استراتيجيات تأثير في "المجالات غير المادية" (شبكات التواصل الاجتماعي وتدفق المعلومات والإنترنت...) وحتى نزاعات كبرى بين دول.
فبعد العملية العسكرية التي شنتها روسيا على أوكرانيا، مما دفع القوات الخاصة الفرنسية إلى التكييف لضرورة الاستفادة من مرونة وسرية وحداتها الخفيفة جدا في هذا النموذج الجديد من النزاعات الحادة، حيث يمكن أن يكون مستوى تداخل هذه الوحدات مع القوات التقليدية أعلى مما كان عليه في الماضي.