رئيس التحرير
عصام كامل

ما بعد عصر "ديزني"

فجَّرت رئيس المحتوى الترفيهي لشركة ديزني السيدة كيري بورك مفاجأة صادمة بإعلانها عن اعتزام الشركة العالمية تحويل وإنتاج نحو 50% من الشحصيات الكارتونية التي تظهر في منتجاتها بنهاية العام الجاري إلى شخصيات مثلية الجنس. كيري بورك بررت تلك الخطوة المثيرة للجدل بأنها تأتي في إطار دعم مجتمع المثليين والمتحولين جنسيًا ومزدوجي الهوية الجنسية. يُذكر هنا أن نسبة مَن قررت الشركة الاهتمام بهم لا يزيد على 3% من شعوب العالم!


هذا تصريح خطير ومردوده أخطر، ولا ينبغي أن يمر مرور الكرام، أو أن نتعامل معه بخفة واستخفاف. الأطفال المصريون، باختلاف ظروفهم الاجتماعية، يدمنون مشاهدة هذه الأفلام سواء عبر الهواتف الذكية أو التليفزيون أو السينما. في هذه المرحلة المهمة.. يتلقف الأطفال معلوماتهم الأولية من خلالها المحتويات التي تنتجها هذه الشركة النشطة جدًا التي تعرف جيدًا كيف تصل إلى هدفها من أقصر طريق، لا سيما في ظل غياب أية روافد محلية. 

 

الأعمال المحلية الموجهة للأطفال في مصر تكاد تكون صفرية، ولو وُجدتْ فإنها تكون قليلة القيمة ومعدومة التأثير. رقميًا فإن عدد من هم دون الـ18 عامًا في مصر يكسر حاجز الـ40 مليون نسمة، وهو ما يزيد على عدد سكان بضعة دول مجاورة. في ظل تخلي المدرسة ودور العبادة ووسائل الإعلام عن دورهم التربوي والتوعوي، ومن ثمَّ تركهم فريسة سائغة لأفلام ديزني وغيرها، فإننا نكون كمن يلقى نفسه في التهلكة طواعية ورضاءً. 

 قنوات محلية للأطفال

 

أطفال مصر لا يجدون الاهتمام الكافي من التربية والتوجيه والتنشئة الجيدة. صفحات الحوادث تذخر بجرائم شيطانية أبطالها مراهقون. إشهار سلاح المقاطعة لمنتجات ديزني لن يكون مضمونًا بطبيعة الحال؛ لأن الممنوع يبقى مرغوبًا دائمًا. التعويل على أدوار جديدة للمدارس والمساجد والكنائس لن يأتي بجديد؛ لأنه لم يفلح ابتداءً حتى ينجح انتهاءً. 

 

يبقى الحل الأكثر عمليا هو توفير الموارد اللازمة لإنتاج قنوات محلية للأطفال، وتوفير جميع الأدوات التي تضمن نجاحها واستمراريتها، فضلًا عن تخصيص مساحات كبيرة للاهتمام بالأطفال  في وسائل الإعلام المختلفة، بعيدًا عن النمطية والسذاجة والبلادة والتفاهة.


في سنوات قليلة ماضية.. تم الإعلان عن إطلاق قنوات مصرية للأطفال ولكن سرعان ما تم إجهاض الحلم مبكرًا، واستبدالها بقنوات رياضية وترفيهية؛ بداعي البحث عن المال. كل مال الدنيا لا يعوض تخريج أجيال من المثليين الجنسيين ومزدوجي الهوية الجنسية. 


الشركة الأشهر في العالم في مجالها كانت أنتجت في وقت سابق عددًا من الأفلام التي تروج لـ المثلية الجنسية مثل: سلسلة أفلام مارفل وأفلام بيكسار ود.سترونج ولايت بير، ولكن كانت المشاهد محدودة وعلى استحياء، وكانت الشركة تستجيب أحيانًا لحذفها، ولكن مع إعلان الشركة مؤخرًا عن تحويل أبطال أفلامها إلى مثليين ومزدوجي الهوية الجنسية، فإن عمليات الحذف والاستبعاد لن تكون مجدية، ووجب التفكير من الآن وجديًا في إنتاج أعمال فنية محلية موجهة للطفل المصري والعربي، يواكب محتواها الثوابت الدينية الصحيحة والأعراف الأخلاقية السوية.

 


ولأنَّ الشيء بالشيء يُذكر، وتأكيدًا على الرسالة الشيطانية للشركة الأمريكية، فإن موقعًا متخصصًا في صناعة السينمائية وهو موفي بايلوت نشر في وقت سابق تقريرًا حول ممارسات ديزنى كشف فيه عن أن شركة ديزنى تعتمد فى أرباحها على أن الأطفال غافلون تمامًا عن الإيحاءات والرسال الجنسية التى تدسها فى أفلامها ضمن مؤامرة لغسل أدمغة الأطفال من خلال رسائل جنسية مموهة. 

ويبدو أننا بعد تصريح رئيس المحتوى بالشركة عن خططهم الجديدة تكون قد انتقلنا من مرحلة الإيحاءات والرسائل المخفية إلى مرحلة اللعب ع المكشوف.. فهل نلتزم الصمت أم نفكر في اتخاذ خطوات جادة وسريعة وعملية لإنقاذ أطفالنا؟

الجريدة الرسمية