الإيد الشقيانة.. قصة كفاح "قشطة" مع مصنع الطوب في الدقهلية.. 18 عاما من الكفاح لتربية 7 أبناء.. والمحافظ يستجيب لمطالبها| فيديو وصور
داخل حجرة صغيرة بقرية “سرنجا ” التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، تعيش قشطة وأبناؤها السبعة التي تعمل في مهنة شاقة يصنفها الرجال على أنها من المهن الشاقة عليهم، ورصدت فيتو قصة كفاح قشطة عبد الغفار سيد أحمد ٣٧ سنة، مطلقة وتعول ٧ أطفال، وتعمل بمصنع طوب في القرية.
“الحوجة والعوذ أجبرونى على العمل بأى الأعمال المتاحة أمامى”.. هكذا بدأت قشطة حديثها عن الاحتياج ومتطلبات أولادها التى لا غنى عنها، حيث بدأت العمل كمزارعة باليومية، كل يوم مع شخص جديد " مقاول" لتلبية احتياجات ومطالب أطفالها الصغار.
واضافت: عملت بمصنع عصائر وعملت بالأسواق وعملت خبازة في المنازل، وعملت بمصنع الفطائر. أصنع الفطير لمن يطلبه من أجل توفير لقمة العيش لأولادي.. عملى بمصانع الطوب هو الأصعب ورغم إصابتى بمرض السكر إلا أنني اعتدت عليه.
وتابعت قشطة: طول مانا شغالة مبحتجش حاجة من حد وبنزل المصنع مبحسش بتعبي ولا سني الحمد لله.. أعمل داخل أفران صناعة الطوب الأحمر، ورغم معاناتي إلا أن الأهم بالنسبة لى هو استكمال أبنائى لتعليمهم فـ«هلال» في مرحلة دبلوم التجارة حاليًا، وكذلك محمد في الصف الثاني الثانوى الفنى وكل منهما يعمل لمساعدتى على الإنفاق وتوفير متطلبات الحياة.
"مريم وجنا وأحمد وعبده وآدم" خمسة من الأبناء تعمل قشطة ليلا نهارا لتوفير احتياجاتهم وتسابق الزمن يوميًا للإنفاق عليهم، إذ تتذكر مساعدات أهل شارعها لها بعد ولادتها ومرضها بعد انفصالها عن زوجها بسبب سجنه أكثر من مرة.
و أشارت قشطة إلى عملها فى أكثر من ١٥مهنة مختلفة، وقالت: عملت بداية من اللف على الطوب الأخضر حيث نصنع بالسكين، ثم نقسمه، وبل الطين، وبعدها نعجنه، ونملأ البراميل، ونرش على الطوب الأخضر، ثم نكشف على الحمرة، ونفرز ونرص الطوب، ويتحول الطوب الأخضر إلي الأحمر، ونكشف عن الطوب، ونعيد رصه".
وتتراوح يومية قشطة في مصنع الطوب ما بين 50 إلى 70 جنيها، وهنا تقول: «المعلم صاحب الشغل كتر خيره محترم في التعامل معانا، وأنا حريصة على عدم التقصير، خاصة أنني مريضة سكر، وربنا بيكرمني بالأنسولين في حالة تعبي».
وتابعت قشطة إن يومها حافل بالعمل الشاق، حيث تشق طريقها يوميا لمصنع الطوب منذ ساعات الصباح الباكر برفقة زملائها من الرجال والسيدات، وتقوم معهم بالتناوب بتجهيز خليط الطين الذي يصنع منه الطوب بعد ذلك، وتحمل قوالب الطوب على رأسها مع زميلتها في العمل لنقله من المصنع للمقطورة، مؤكدة أنها تسعى بكل جهدها أن تكافح وتشق الصخر في مهنتها رغم صعوبتها لتتمكن من الإنفاق على أبنائها التي أصبحت بالنسبة لهم الأم والأب معا بعد أن انفصلت عن زوجها.
وفي استجابة سريعة للدكتور أيمن مختار محافظ الدقهلية، كلف الدكتور وائل عبد العزيز وكيل وزارة التضامن الاجتماعي واللواء عمرو فكري رئيس مركز ومدينة ميت غمر برفع كفاءة منزل قشطة ومده بالأجهزة الكهربائية اللازمة، والأثاث المنزلي من أجل أن تحيا حياة كريمة.
وفي مشهد مبهج خرجت السيارات على غرار زفاف العروسة وتم تسليم قشطة مبلغ مالي وأثاث منزلي وأدوات كهربائية ووعد رئيس المدينة بإرسال لجنة لمعاينة المنزل وتحديد هدمه أو رفع كفاءته..
وتعالت الزغاريد وارتسمت البسمة علي وجه قشطة التي تتحمل مشاق العمل لتشيد بالدولة والاهتمام بها.