من محو الأمية للدكتوراه.. رحلة كفاح الباحثة حنان مرسي: أجلت جوازي لاستكمال تعليمي | فيديو
بثت "فيتو" فيديو مباشر، منذ قليل، على صفحتها بموقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" لقاءًا مع الباحثة حنان حسين مرسي، ابنة مركز ببا بمحافظة بني سويف، تناولت خلاله قصة كفاحها وتجربتها البطولية، التي بدأتها من الالتحاق بمحو الأمية وحتى تخرجها من قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة بنى سويف، وصولا للحصول على الماجستير فى التاريخ الإسلامي بتقدير امتياز، وباحثة للدكتوراه.
دكتوراه من محو الامية
وقالت الباحثة حنان حسين، إنها تنتمي لأسرة بسيطة تقيم بعزبة العرب بمركز ببا بمحافظة بني سويف، مكونة من 6 أفراد "الام وشقيقين وشقيقتين، هي أصغرهم" بعد وفاة والدها وهي في سنة السادسة من عمرها، ولم تتقدم للتعليم في الصغر، بعد وفاة والدها، والتحقت بفصل محو الأمية بالقرية وهي في سن الثانية عشر.
وتابعت: رؤيتي للأولاد والبنات بالقرية يذهبون لمدارسهم، كان دافعًا لي لاتقدم لاستكمال تعليمي، وساعدني على ذلك والدتي وشقيقي الأكبر، الذي كان دائم الدعم والمساندة لي، في كل فترات ومراحل تعليمي وكان حائط صد لي لمواجهة الصعوبات والتحديات التى قابلتني خلال مسيرتي.
الإعدادية الأصعب
وعن أصعب مراحلها التعليمية، قالت "حنان" إن مرحلة الاعدادية كانت هي الأصعب، حيث انضممت للصف الأول الإعدادي وأنا في سن الـ13 عامًا، مع أطفال لي في نفس السن تقريبًا، ولكن هم درسوا المواد الدراسية بالمرحلة الابتدائية، لكني انضممت لهم بعد سنة تعليم القراءة والكتابة بفصل محو الأمية، وهو ما جعلني أبذل مجهودًا كبير في الحصول على المعلومة ومنافسة زميلاتي، لكن مرحلة الماجستير هي الأصعب على الإطلاق كونها طريقة جديدة ومختلفة في الحصول على المعلومة وعرضها.
مشوار حنان
واشارت الى انها فى رهان مع نفسها للتفوق على زملائها، حتى تغلبت على المشوار الصعب بفضل مساعدة أساتذتها وأشقائها ووالدتها وأصبحت من الأوائل فى الشهادة الإعدادية، والتحقت بالمرحلة الثانوية وقالت: كنت أذاكر ليل ونهار للتفوق، حتى حصلت على مجموع 82% وانتقلت بعدها للجامعة والتحقت بقسم التاريخ بكلية الآداب جامعة بنى سويف، وحصلت على دبلومة، وحصلت على الماجستير بتقدير امتياز وحاليًا باحثة دكتوراه.
فرصة عمل
ووجهت "حنان" الشكر للقيادات والمؤسسات التي تدعهما وتساندها دائمًا بداية من هيئة محو الأمية والمجلس القومي للمرأة وجامعة بني سويف، موجهة الشكر الخاص للدكتور منصور حسن رئيس جامعة بني سويف، على قراره الأخير بتوفير فرصة عمل لها بنظام التعاقد بـ"الاستعانة" فى مكتب محو الأمية بالجامعة، واعفائها من المصروفات حتى الوصول إلى الدكتوراه.
عضو هيئة تدريس
وعن طموحاتها وأحلامها، قالت "حنان": بفضل من الله حققت جزءًا كبير من طموحاتي وأحلامي التي لا تتوقف، فأنا أحلم بالتطلع للأفضل دائمًا، ومن خلالكم أناشد وزير التعليم العالي إصدار قرار "استثنائي" بتعييني عضو هيئة تدريس بكلية الآداب بجامعة بني سويف، وقالت: مسؤولي محو الأمية وعدوني بتدبير طريقة لإعفائي من المصروفات الجامعية، حال عدم موافقة جامعة بني سويف على ذلك.
رسالة حنان
واختتمت "حنان" حديثها موجهة رسالة إلى كل من لم تمكنه ظروفه الإلتحاق بالتعليم أو استكمال تعليمه، مناشدة الجميع خاصة الفتيات، قائلة: مفيش حاجة أسمها مستحيل، أو هنتعلم ليه، او إحنا كبرنا خلاص" التعليم لا يتوقف عند مرحلة، تعلمي لنفسك ولابنائك، تعلمي للمعرفة وستكتشفي أن شخصيتك تغيرت للأفضل.
محو الأمية ببني سويف
ومن جانبه قال معتز عبد الرءوف، مدير فرع هيئة محو الأمية وتعليم الكبار بمحافظة بني سويف، إن قصة كفاح "حنان" يجب أن يتخذها كل من لم تمكنه ظروفه الإلتحاق بالتعليم أو استكمال تعليمه، وهناك عدد ليس بالقليل من خريجات فصول محو الأمية، تفوقوا في المراحل الدراسية وحصلوا على الماجستير والدكتوراه.
وأشار مدير فرع هيئة محو الأمية ببني سويف، إلى بروتوكول التعاون الجاري تنفيذها حاليًا بين الفرع وجامعة بني سويف، لمشاركة خريجي الجامعة في تعليم الكبار وذلك لمحو الأمية داخل المحافظة، والذي اصبح شرط الحصول على شهادة التخرج محو أمية 8 أشخاص من الأميين، فضلًا عن فتح فصول محو الأمية بالقرى والأحياء ومتابعة المتخرجين من الفصول ومساعدتهم في الالتحاق بالتعليم النظامي.