السبت الحزين.. قصة الثأر لأطفال بحر البقر!
في زمن الرجال -وقد وصفه الصغار بكل آسي إنه زمن الذل والعار والوحل وهكذا صورته بعض الأفلام التي لم يستفد منها إلا الإخوان- وفي زمن الشرف والكبرياء الوطني لم يكن التنافس بين من يتولون المسئوليات العامة علي من يتقاضى مرتبات أكثر من الآخر أو من يترأس عدد أكبر من الموظفين أو من له نفوذ وعلاقات أقوى.. بل كان التنافس بين القائدين العظيمين عبد المنعم واصل وعبد المنعم خليل علي من يقوم بعمليات فدائية أكثر.. من يدمر من سلاح العدو أكثر.. من يعود من الأرض المقدسة إلى الأرض المقدسة بأسرى أكثر.. وعن الاخيرة ابتسم اللواء عبدالمنعم خليل وقال إن حصيلة أبطال الجيش الثالث من الأسرى أكثر منها في الجيش الثاني.. وعلينا أن نوازن علي الاقل معهم!
الفضيحة الإسرائيلية
كانت عملية جديدة ستتم خلال ساعات.. انتهت التجهيزات والاستعدادات لها وقد استمرت شهرا كاملا.. وبغير تفاصيل عسكرية عديدة إلا إنها كانت عملية مشتركة بين قوات الصاعقة وقوات المشاة، الأولي تمثلها الكتيبة ٨٣ والثانية يمثلها اللواء ١٣٥.. الأولى تكمن عند القنطرة والثانية عند رأس العش حتى يأتي الصيد الثمين.. كان قرار الثأر قد صدر.. ولا مفر ولا فرار !
التعليمات تقضي أن يترك رجال الصاعقة الصيد المكون من عدة دبابات ومدرعات أن يمر ليكون من نصيب المشاة ثم يهاجم القوات التي سيرسلها العدو للإنقاذ.. وقد كان.. المشاة دمروا الرتل العسكري بالكامل ثم تولت الصاعقة تدمير قوة الإنقاذ وبالكامل أيضا!
نجحت العملية نجاحا كبيرا.. وسجل التاريخ العملية في سجلاته العسكرية والبطولية.. وكتبت صحف العالم عن الفضيحة الاسرائيلية.. ودخل قادة العملية عبد الحميد خليفة ومحمد التميمي وخليفة متري ميخائيل التاريخ.. حتي إن إحدي الأسري هرب ولحق به ميخائيل ودارت معركة بالايدي مثل افلام السبعينيات حتي سيطر عليه ثم حمله التميمي وعاد به عابرا القناة سابحا!
وضحك جمال عبد الناصر لأول مرة بصدق منذ ٥ يونيو كما يروي السيد سامي شرف مدير مكتبه وقد كان يتابع العملية عبر وزير الدفاع وقتها الفريق أول محمد فوزي القائد العظيم لحرب الاستنزاف ورحل بعدها بأقل من أربعة أشهر.. وخسر العدو ٣٥ قتيلا -رقم كبير جدا بالنسبة له- و٦ جرحى و٣ أسرى وكل الدبابات والمدرعات ودون إصابة واحدة من أبطالنا ال ٣١ وأطلق العدو علي يوم العملية السبت الحزين !
وارتاحت أرواح أطفال بحر البقر.. ورقدوا بسلام عند ربهم.. أحياء يرزقون.. فرحين بما أتاهم !