مصر من ربات البيوت إلي خرابات البيوت!
تعيد الإذاعة المصرية حلقات للرائدة الإذاعية العظيمة صفية المهندس.. الأغلبية الكاسحة من الرسائل عن مشاكل زوجية.. كان عنوان البرنامج في الطفولة -وقد إستمر فيما نتذكر حتي أواخر الثمانينيات- مستعصيا علي الفهم.. فما بالكم بمشاكله.. لكنه كان أساسيا مع عائلة مرزوق وأبله فضيلة وباقي برامج الإذاعة الصباحية.. اليوم مع الإعادة وقد استوعبنا معني إسم البرنامج.. وفارق الوعي مع الزمن استوعبنا مضمونه نجد إذاعية تحمل من خبرة الحياة ما يؤهلها لحل مشكلات كل البيوت المصرية وإذاعية تحمل من حكمة الحياة ما يمكنها من إطفاء حرائق الأحوال الشخصية كلها!
اليوم.. نصباية في إحدى القنوات يسمونه برنامجا انثويا لا هم له إلا إبعاد شريكا الحياة عن بعضهما وتوسيع المسافة بينهما.. واقتراحات من مؤسسات ومراكز تحت الشعار النبيل تمكين المرأة تهدف كلها إلي زيادة الشقاق بين طرفي البيت الواحد والبحث عن حلول ليس للمشاكل إنما للتصدي للطرف الآخر وكيفية ردعه أو هزيمته أو كسره.. ودراما خبيثة لا تهدف لإنصاف المظلوم ولا لتضميد الجراح إنما لسكب الزيوت الملتهبة فوق النيران المشتعلة!
وسط هؤلاء الخرابين للبيوت لم تعد مؤسسة الأسرة وتماسكها فوق كل إعتبار.. انتهت من حياتنا أو تكاد مصطلحات الرباط المقدس والسكينة والأمان، وتحولت الي إبداع في شيطنة الآخر بل وشيطنة فلسفة الارتباط ذاته بالمعايير القديمة.. وتحولت إلي التعابير الجديدة وفيها هي وهو رأس برأس، يقول كلمة أقول عشرة، عنده عيلة عندنا رجالتنا، العصمة معاه لكن القانون والمجالس والمراكز ونيللي كريم في صفنا!
مأساة كبري.. العقل في واد والمورستان الموجود في واد.. الرئيس وجهده للم شمل الأسرة والسعي لتتراجع نسب حالات الطلاق وإحتضان أطفال الشوارع كله في جانب.. وبعض مؤسسات المجتمع ومستنخبية ومتفلسفيه وشياطينه في جانب آخر!
ثم ماذا؟! ماذا تريدون من المجتمع المصري؟! كله يشتبك مع كله.. والمؤسسات المعنية تتفرج!
ثم ماذا؟!
للحديث بقية بكل تأكيد..