الإجراءات الاستثنائية.. لعبة الإخوان التي انقلبت عليهم في تونس
تعاني جماعة الإخوان وذراعها في تونس ـ حركة النهضة ـ من الإجراءات الاستثنائية التي تفرض عليها وعلى كوادرها يوميًا في تونس، لإعطاء البلاد والرئيس قيس سعيد فرصة إقامة نظام سياسي يبدو حتى الآن أنه مدعوم من قطاع جماهيري كبير في البلاد، ورغم صياح الإخوان ضد الإجراءات الاستثنائية، لكن المثير أن جماعة الإخوان هي صاحبة هذه المدرسة بامتياز وطالما استخدمتها على مدار سنوات ما بعد الثورة التونسية لتدعيم سلطتها وبسط نفوذها في المجتمع وإقصاء غيرها.
مسئولية إخوان تونس
ويرى خبراء أن جماعة الإخوان مسئولة عن إطالة زمن الاستثناءات في تونس، فالجماعة لم تقدم أي شيء حتى الآن، وأصر الجناح القديم على طريقته المعتادة، التي أدخلت البلاد كلها في آتون صراع صفري لا نهاية له، ورفض نفس الجناح رؤى الإصلاحيين في النهضة، الذين طالبوا الغنوشي وصقوره القدامى بالتقاعد لتوفيت الفرصة على اتخاذ المزيد من التدابير الاستثنائية.
يقول على الصراف الكاتب والباحث إن استقالات العشرات من كوادر "حركة النهضة" في تونس، لا تقول إن قيادة راشد الغنوشي قد انتهت، ولكنها تقول إن الحركة نفسها انتهت، موضحا أن الغنوشي يتشبث بسلطته في الحركة لأنه يعرف أنها لن تعود موجودة من بعده. بل ستتحول إلى كتل ممزقة لا تعرف ماذا تريد أو كيف تصل إلى ما تريد.
أضاف: الإسلام السياسي بكل ما فيه من تيارات، وضع لنفسه هدفا يقوم على هدم الدولة، ومعها العمران الاجتماعي القائم لأجل إقامة كيان سياسي منفصل عن الواقع، ينشغل بكل ما لا علاقة له بالنمو الاقتصادي والتقدم العلمي والتحضر الإنساني، موضحا أن التنظيمات الإسلامية لاتقدم إلا تخريبًا متعمدا للدولة والمؤسسات ونظم العلاقات الاجتماعية.
وأوضح الكاتب أن هذه الجماعات تشكل مليشيات مسلحة، أو غير مسلحة، وتقدم الإشارات الكافية على أنها هي البديل عن أجهزة الأمن والدفاع، وليس هناك من شيء يمكن اعتباره وطنا يتعين الإخلاص له، ولا شعبا يتعين أن ترعى مصالحه، وذلك تحت غطاء أن "الأمة لا حدود لها، ولا وطن"، وأن خدمة المسلمين في تركيا أو إيران، على سبيل المثال، أهم من خدمة المسلمين في تونس ومصر والعراق.
واستكمل: النهضة نفسها كمشروع معتدل للإسلام السياسي، كانت المسافة بينها وبين "داعش" تساوي صفرا من حيث الهدف النهائي للمفاهيم والمشروع، مؤكدا أن النهضة حاولت صبغ أفكارها بطابع تونسي، بينما هي لم تفهم تونس، ولا تاريخها، ولا طبيعة أفكارها الإصلاحية في الإسلام، لا الطبيعة الاجتماعية للتوانسة أنفسهم.
واختتم حديثه قائلا: حركة النهضة وُجدت لكي تنقلب على الروح التونسية وتناصبها العداء المكشوف.