جنون الارتياب.. كيف تتعامل مع مريض البارانويا؟
البارانويا أو جنون الارتياب هو اضطراب نفسي وعقلي يتميّز المصاب به بخصال أبرزها الشّك، والارتياب، والحسد، والشعور بالاضطهاد، وبإساءة فهم أية ملاحظة أو إشارة أو عمل يصدر عن الآخرين حتى ليتوهم المرء أن ذلك كلّه لا يعدو أن يكون سخرية به أو ازدراء له.
وكثيرا ما تؤدي هذه الحالة إلى اتخاذ المصاب مسالك تعويضية توقع في نفسه أنه عظيم الشأن، متفوق على الآخرين، عليم بكل شيء. ومن المصابين بجنون الإرتياب من يتوهم أنه نبي عظيم، أو مخترع كبير، أو شاعر، وعادة يعتقد المصاب أن له ذكاء خارقا ويتمتع بكل الاستحقاقات والامتيازات.
ويوضح الدكتور عجمي اكرم اخصائي الأمراض النفسية بعض الصفات الثابتة في مريض جنون الارتياب مثل أن شخصية المريض تبدو متماسكة ومنتظمة نسبيا واتصال المريض بالواقع لابأس به وسلوكه العام يبدو عاديا إلا بقدر ما تحدثه الفكرة المتسلطة والهذيان بأنه عظيم وأنه مضطهد.
وأضاف أكرم أن المريض يشعر بأنه عظيم وعبقري ويستطيع أن يفعل ما يعجز عنه البشر ولذلك يطلق عليه جنون العظمة، كما يتميز المريض بالقدرة على المناقشة لساعات طويلة وتبدو مناقشة منطقية غير انها تقوم على أساس فكري خاطئ، مشيرا إلى أن مريض البارنويا يشعر بمشاعر الكراهية على الآخرين.
وتابع أنه يكون متقلب المزاج سريع الغضب والعدوان يسعى إلى إكمال أعماله ولذلك فهو لا يكمل عملا يبدأه وهو غير راض عن اعماله او اعمال غيره لأنها لم تصل إلى حد الكمال، ومريض البارنويا عادة ما ينعزل ويملؤه الخوف وقد يعتقد مثلا أن المخابرات تتجسس عليه ويكون شكوك ويغلب عليه الاكتئاب والحزن.
أسباب جنون الارتياب
1- أسباب وراثية وأسرية:
قد تكون هذه العوامل وراثية ولكن من الاسباب ايضا اضطراب الجو الاسري والتسلط في الأسرة والتوترات الزائدة
2- أسباب عضوية:
عقاقير تسبب أعراض شبيهة بالبرانويا مثل الامفيتامين وبعض أقراص الهلوسة. وقد تنشأ أيضا لوجود إعاقة بدنية مثل كف البصر او شلل الاطفال او الصمم ويلاحظ أن الإعاقة الجزئية اكثر اثارة لأعراض المرض من الإعاقة الكلية.
3- أسباب نفسية:
صدمة تعرض الفرد لاهتزاز عميق في قيمه ومثله والإحباط، ومواقف الفشل.
كيفية التعامل مع مريض البارانويا:
وأوضح الدكتور عجمي أكرم أنه عند تعاملك مع مريض البارانويا يجب أن تكون على حذر حيث إنه قد يكون في ريبة منك وهذا لشعوره بالتهديد من المحيطين به، ولهذا يوجد العديد من النصائح التي تساعدك في معاملته ومنها:
- الإصغاء لما يقوله المريض وعدم الاستهزاء به نهائيا أو تقديم تعليقات لاذعة له.
- ترك المساحة له للتحدث أو التحرك كيفما يشاء.
- عدم مناقشته في الأمور التي يقولها، حيث إنه لا يتحدث بموضوعية.
- تعزيز ثقته في الآخرين من خلال طمأنته أثناء التحدث إليه.
- عدم إظهار التعاطف معه بشكل مُلاحظ، حيث إنه قد يفسر هذا تفسيرا خاطئا.
- عدم التقليل من شأنه وجعله يشعر بالاهتمام.