لماذا يحذر الخبراء من دورات العلم الشرعي على الإنترنت
منذ سنوات وهناك رواج ملحوظ لما يسمى دورات العلمي الشرعي، وتجد زخما كبيرا على الإنترنت، لاسيما بعد عزل الإسلاميين عن السلطة، إذ تدور أغلب البرامج التعليمية في فلك التنظيمات وتروج أفكارها وأهدافها، وهو ما يحذر منها الكثير من الباحثين والمعنيين بالأمر.
لغم كبير
أنور مشلوش، الباحث الشرعي، يرفض تماما دورات العلم الشرعي والبرامج العلمية المنتشرة على مواقع الإنترنت ويحذر منها، مؤكدا أن الطلاب يخرجون منها دون أي تقيد بآداب شرعية في الحوار مع المخالف سواء داخل الأسرة الإسلامية وأنصار المذاهب والأفكار الآخرى التي يتسع لها الدين، أو من هم خارج عباءة الأفكار الدينية بالأساس، لافتا إلى أنها أصبحت لغما كبيرا.
أضاف الباحث: بعض هذه الدورات أصبحت تعلم الشباب الباحث عن التدين، كيف يبدّع الناس ويكفّرهم، قبل أن يعلّمهم كيف يصلّون بالشكل الصحيح.
استكمل: عدد كبير من الطلّاب المتخرّجين من هذه البرامج العلميّة، يعلنون يوميا عن امتلاكهم شهادات تخرّج من برنامج علمي شرعي، ومع ذلك الكثير منهم لا يعرف كيف يكتب منشورًا واحدًا باللغة العربيّة الفصحى.
تساؤلات عن تدني مستوى الخريجين
تساءل الباحث: كيف يخرّج الطالب من برامج العلم الشرعي، ولم يعرف كيف يكتسب الأدب مع المُخالف، وكيف تخرّج من كل هذه البرامج ولايشعل باله إلا الطعن بأئمّة ورجال علم لهم أثرهم العظيم، موضحا أن أكثر ما يخرجون به من هذه الدورات تنوع مُفردات الشتيمة بسخاء والتبرّير لذلك بحججٍ واهية.
يؤكد الباحث أن العلم يبقى حجّة على صاحبه، إذا ما بقي على هذا الحال، فتعليم الناس تكفير المُخالف بأشياء الخلاف فيها أمر مشروع كارثة، مردفا: من يطعن بالأشاعرة أو السلفيّة في أي مناسبة، لايستطيع مواجهة رجل علم أشعري ومجاراته، لأنه لست على درجةٍ علميّة تؤهّله لذلك.
اختتم: كل رجل علم لا تتعلّم منه الأدب، أنت بغنى عنه وعن علمه كائنًا من كان
وتثير دورات العلم الشرعي الذي يقدم عبر الإنترنت الكثير من الجدل بسبب عدم الرقابة عليها من جانب، وصعوبة تقييمها بواسطة متخصصين شرعيين من جهة آخرى، كما أن هناك مخاوف عدة من استغلال التيارات الإرهابية هذه الدورات في استقطاب الشباب والمتلزمين دينيا من كل البلدان العربية والإسلامية بل والغربية، بعد أن أزاحت شبكة الإنترنت كل الحواجز القديمة بين البشر.