أستاذ بجامعة الإسكندرية: الفلسفة السلاح الأمثل للقضاء على الفكر الظلامي
قال الدكتور أشرف منصور، أستاذ الفلسفة بجامعة الإسكندرية، إن الفترة التي تمر على أمتنا أحوج ما يكون فيها إلى الفلسفة والفلاسفة، موضحا أن الأزمة ليست في الإرهاب فقط، بل في الفكر الظلامي.
العقلية السلفية
وأضاف منصور: لا يمكن القضاء على هذه الظواهر إلا بالفلسفة، لافتا إلى أن العقلية السلفية التي فرضت نفسها على المجتمع حصنت نفسها ضد الفلسفة منذ زمن بعيد يرجع إلى بدايات ظهور الفكر العقلاني في العالم الإسلامي على يد المعتزلة والفلاسفة.
استكمل: تم تشويه فكر المعتزلة وتكفير الفلاسفة، ولذلك فإن الثقافة العربية المعاصرة ورثت الحرب على الفلاسفة وورثت تراث تكفيرهم وتكفير المعتزلة من التراث الفقهي والسلفي الإسلامي.
وتابع: من أجل إحياء الفلسفة يجب أولًا إزالة العداء التراثي السلفي للعقل والتفكير العقلاني، وهي معركة يجب علينا خوضها، لأن إسكات العقل المعتزلي والفلسفي، كان نتيجة معركة، شنها التراثيون قديمًا، واستعادة العقل مرة أخرى يتطلب استئناف المعركة ضد الاتجاهات الظلامية المعاصرة التي تخوض معركة ضد العقل والعقلانية، على حد قوله.
السلفية وتاريخها
والسلفية هي اسم لمنهجٍ يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة والأخذ بنهج وعمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين وتابعي التابعين، باعتباره يمثل نهج الإسلام، والتمسك بأخذ الأحكام من كتاب الله، ومما صح من أحاديث النبي.
وتتمسك السلفية بالنقل الكامل لكل ما كان يدور في عصر الصحابة، ولا تخرج عنه قيد أنملة، وتقوم في جوهرها على التزام منهج القدامى في فهم النصوص الشرعية، وتعتبرهم وحدهم المرجع الجامع، الذي يجتمع عليه السلفيون، وبهذا يلتزمون أيضا بكل ما تعنيه السلفية في اللغة، من حيث الرجوع للسابقين زمنيًا في كل شيء.
وبرزت السلفية بهذا المصطلح على يد الإمام ابن تيمية في القرن الثامن الهجري، ثم جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقام بإحياء الفكرة من جديد بمنطقة نجد في القرن الثاني عشر الهجري، وانتشرت منها إلى المنطقة العربية والإسلامية، ومن أهم أعلامها، عبد العزيز بن باز، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد بن صالح بن عثيمين، وصالح الفوزان.