بدء وقائع يوم القيامة
وكأنك تتابع سقوط الجدران عبر شاشة كبيرة رغم أنه لا شاشة ولا أنت بعيد عن أحجار الجدران المتساقطة بقوة.. نحن داخل المشهد دون أن ندري ماذا يحدث من حولنا؟ تتوالى الأحداث العالمية الواحدة تلو الأخرى في صور متتابعة وسرعة فائقة وكأنه يوم القيامة.. الكل يراه ولكنه يستبعد نفسه من النتائج الوخيمة لليوم العظيم.
هل تسقط الحدود بين الدول فيما هو قادم من لحظات؟ هل تتآكل دول وإمارات ولن يعود لها ذكر بعد فيمتو ثانية؟ هل سنقرأ بعد يوم عن تاريخ تليد مضى عليه يوم أو يومان لدول كانت ولم تعد؟ مازلت على عتبات كورونا ويفاجئك غزو لأوكرانيا وبينما أنت تتابع صوت عجلات الدبابات يخرج المارد الصينى مهددا بضم تايوان في الوقت الذي يهدد فيه بايدن باستخدام القوة العسكرية.
كرة الثلج تتحرك في سرعة أكبر من انتباهة عين أو غمضتها والناس مخدرون.. يتابعون وكأنهم خارج المشهد السينمائى المرعب ليوم لم يعد في الغيب.. يوم كل تفاصيله حاضرة. وعرب يتأرجحون كعادتهم بين القوى والأكثر قوة.. يبحثون عن أمل في زمن اللا أمل.. وعيون ترى بعين المشهد عن بعد رغم أنهم في مركز الحركة.
تتقاذف البشرية مصيرها ككرة قدم تعبث بها الأقدام دون أن يعرف أحد على وجه الدقة أين تقف أو أين تسجل أهدافها القادمة.. المرمى أكثر اتساعا من كوكب الأرض. تمعنوا في الوجوه قليلا حيث لا وقت للإمعان بوقت طويل.. انظروا إلى وجوه لن تروها مرة أخرى وخرائط تتحرك حدودها بسرعة الصوت ودول تتهاوى ولن يبٍقى منها إلا أطلال.
العالم يتغير.. يتحرك.. يدور ونحن وقوف.. أصابتنا دهشة الإيقاع أكثر من حركة الدوران.. مصائر تصاغ في مدن العتمة الموحشة وقليل هم الناجون.. هذا إن نجا أحد.