رئيس التحرير
عصام كامل

وماذا سنقول لأسرة الشهيد شفيق متري سدراك؟!

الافنديات ممن أفتوا برفض مرتبة الشهيد لغير المسلمين وأولئك ممن رددوها خلفهم ونسوا أو تناسوا كلام الله في كتابه العزيز(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ) أي أن التنوع حكمة إلهية حتي إنه سبحانه قال صراحة "وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ" بل ويحسم الجدل نهائيا في قوله: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ).

 شهداء الأقباط


هل هناك اوضح من ذلك في كون المصير في الاخرة متروك لله وحده لكنه مع ذلك أبلغنا أنه "كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ"، وأنه "وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ"، السؤال الآن للفلاسفة أصحاب منطق "نحزن علي شيرين أبو عاقلة لكنها ليست شهيدة" ماذا نقول لأسرة أول شهداء حرب أكتوبر الشهيد شفيق متري سدراك؟!  قائد لواء مشاه مدرع التابع بالفرقة ١٦ التي إنطلقت بالقطاع الأوسط في سيناء يوم ٦ أكتوبر، فإستشهد بعدما حرر أول كيلو مترا منها؟ 

 

ماذا نقول لأبناءه وأحفاده وقد ترك كلية التجارة ليلتحق بالحربية عام ١٩٤٨بينما إرهابيو الجماعة يقتلون وقتها الخازندار والنقراشي؟! وحارب في حروب ٥٦ و٦٧ والإستنزاف بينما غيره يخطط لإغتيال جمال عبد الناصر ونسف القناطر الخيرية لإغراق مصر وتفجير الكباري ومحطات الكهرباء وجراجات النقل العام؟! أيهما أقرب إلي الله ورسوله؟! وإلي الحق والعدل؟!
 

شفيق متري سدراك مثالا فقط لألآف شهداء الاقباط في حروب شعبنا كله، كما كان فؤاد عزيز غالي وباقي زكي يوسف وخليفة متري ميخائيل البطل الذي رفض إلغاء عملية الثأر للعدوان علي مدرسة بحر البقر -رايح يثأر لأطفال شعب مصر- وبالفعل جاءت التعليمات بإستمرار العملية التي اشتهرت في حرب الاستنزاف في اسرائيل ب السبت الحزين، نظرا لضخامة الضحايا من العدو حتي وصفوا ابطالنا ب التوحش!

 


ماذا نقول لهؤلاء وغيرهم وغيرهم؟! كانوا علي باطل؟ وفي باطل؟! وماذا نقول لغيرهم في المستقبل إذا اضطررنا لمثل الإستنزاف وأكتوبر؟!
ما جري خطير.. وكل هؤلاء ممن تدخلوا في شأن من شئون الله ويصدرون الفتن لمجتمعنا يستحقون الحساب.. وفي القانون ما يكفي.. هناك خطايا لا تقبل التسامح ولا التجاهل ولا التأجيل!

الجريدة الرسمية