الحديث باسم الله!
لن يكون سمير صبري الأخير مع فتاوى عدم جواز الرحمة عليه! ونسأل: ماذا لو تحدث أحدهم في شأن من اختصاص رئيس الجمهورية وحده؟ تعيين حكومة أو وزراء أو إقالتهم؟ وماذا لو تدخل أحدهم فيما يخص النائب العام وحده؟! بالتدخل في قرارات النيابة العمومية والتصريح بالإفراج عن فلان أو القبض علي علان؟!
وبذات الافتراض.. ماذا لو تدخل أحدهم في شأن رئيس مجلس النواب.. أو رئيس المحكمة الدستورية العليا؟! وكانت أدلة التدخل تصريحات علنية في وسائل الإعلام بمختلف وسائلها؟! هل ستتركه الدوائر المحيطة بكل المناصب الرفيعة السابقة؟ هل يمكن أصلا أن يتركوه وتصريحاتهم تهدد هيبة مؤسسات سيادية وتشريعية؟! هل من حقهم أن يتركوه وهيبة هذه المؤسسات من هيبة الدولة وبالتالي من هيبة وكرامة شعبنا!
لا يستطيع واحد في مصر أن يزعم أن من حقه أن يحدد رؤية شهر رمضان -مثلا- فالأمر من اختصاص مفتي الديار المصرية وحده!
والآن.. كيف سمحنا لمن يتحدث باسم الله رب الناس وأن يكفر هذا ويدخله النار ويعفو عن ذاك ويدخله الجنة؟ كيف سمحنا أن يبقي بيننا من يتعدى حدود الله ويزعم أن الله سبحانه سيرحم هؤلاء ولن يرحم أولئك؟!
من فوض هؤلاء للحديث باسم الله؟ وقد "كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۖ" وقالها صريحة مدوية: "وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ" وقالها واضحة جلية: "فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ" وقالها حاسمة جازمة "إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ".. كيف هان علينا -كمجتمع- ذلك؟! وكيف تركنا هؤلاء يقتحمون هذه الدائرة المقدسة المحرمة علي غير الذات العليا؟! كيف تركناهم وفي هذه جريمتهم ألف جريمة؟!
حاكموهم..والتهم موجودة والأدلة موجودة والوقائع كلها مكتملة الأركان.. ثابتة بمجرد الخوض في الموضوع.. خاصة في أمر من باتوا في ذمة ربهم!