سر تصاعد شعبية الصوفية منذ عزل الإسلاميين عن الحكم في مصر
تتصاعد شعبية الصوفية منذ سنوات وبعد عزل الإخوان عن الحكم وانزواء تيارات الإسلام السياسي وانعزالها عن المجتمع، يترجم ذلك في تزايد عدد الحسابات والمواقع التي تسوق للفكرة، على وسائل التواصل الاجتماعي، ويلاحظ أن أغلبها تلتزم بخطاب رشيد يلتزم بكل ما يصب في جودة الفكرة واستيعابها للاحتياجات الروحية دون تنفير أو استعداء المجتمع كما كان الحال ـ ولازال ـ مع الإسلام السياسي.
المحبة والعلم والإنسانية
الشيخ سعيد السلمو، الداعية الصوفي، يرى أن زخم الناس لاسيما الشباب بالصوفية والذي يبرز بشدة على وسائل التواصل الاجتماعي خلال السنوات الماضية، خلفه أن الخطاب الصوفي قائم على المحبة للعلم والإنسانية
وأضاف: أهل الصوفية في وجههم السماحة والرحمة، وفي كلامهم أدب وعذوبة، يستوى في ذلك صاحب المستوى الرفيع من العلم، والمستوى الضعيف، مردفا: جميعهم رقائق القلوب.
وأوضح السلمو، أن الزخم بالفكرة ناجح أن الجهة المضادة على العكس تماما، فالمنتمون للسلفية، تربوا على يد مشايخهم على عدم اللباقة في معاملة الناس، زاعما أنهم لايجيدون سوى تبديع الغير وتكفيرهم.
وأضاف: حضورهم في أي جلسة علم، لا تخرج عن بعض المواضيع المعروفة في إثارة الخلاف بين المسلمين، ولايتركون الحاضرين حتى ينصرف كل من في المجلس قلوبهم مشحونة ضد بعضهم البعض.
استكمل: يستوى في ذلك صاحب الشهادات العلمية المتواضعة ومن يحمل أهم الشهادات العليا، الجميع تجد وجهه عابسا ويعلوه الغضب وفي وجهه سفعة الشيطان، ينبع الغضب من وجهه وكلماته، واللطيف فيهم يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب، على حد وصفه.
اختتم حديثه قائلا: لا يفهمون سوى لهجة الشتائم والاتهامات والاستعلاء، وحديثهم في المجالس عن التوحيد والشرك والبدعة كأنهم يخاطبون مشركي قريش، ولهذا من الطبيعي أن يقبل الناس على الصوفية ويتركونون كافة أطياف الإسلام السياسي.
عن الصوفية والسلفية
والصوفية أو التصوف هو مذهب إسلامي، لكن وفق الرؤية الصوفية ليست مذهبًا، وإنما هو أحد مراتب الدين الثلاثة الإسلام، الإيمان، الإحسان، ومثلما اهتم الفقه بتعاليم شريعة الإسلام، وعلم العقيدة بالإيمان، اهتم التصوف بتحقيق مقام الإحسان والسلوك وتربية النفس والقلب وتطهيرهما من الرذائل وتحليتهما بالفضائل، وهو الركن الثالث من أركان الدين الإسلامي الكامل بعد ركني الإسلام والإيمان، بحسب الصوفية.
أم السلفية فهي اسم لمنهجٍ يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة والأخذ بنهج وعمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين وتابعي التابعين، باعتباره يمثل نهج الإسلام، والتمسك بأخذ الأحكام من كتاب الله، ومما صح من أحاديث النبي.