انتبهوا قبل أن يقع المحظور
هل تنتظر أن يحدث مكروه حتى نتتبه ونتحرك؟ إنها مسئولية خطيرة جدًا موضوعة على عاتق الآباء والأمهات تسلتزم الحذر الشديد والإنتباه، فكثيرون من شباب وشابات اليوم جيل التكنولوجيا قد جرفتهم سيول الإباحية بسبب إنشغال الأسرة وعدم الأهتمام بهم.. لابد من وقفة حازمة مع أولادنا منذ طفولتهم لتحديد اتجاه مسيرة حياتهم.. إما الى حياة صالحة ومفيدة وإما إلى حياة الفساد والفشل والبعد عن الله.. لاتجعلوهم يعرجون بين طريقين: طريق الحياة والنجاح والتقدم والعشرة مع الله وطريق العالم وملاهيه وأدناسه ورئيسه الذى هو الشيطان..
لا تتركوهم يندفعون في كل اتجاه مع كل ريح.. لا تتركوهم يتمرغون في طين شهوات العالم ووحل النجاسات والخطية وخلاعة الموضات غريبة الشكل.. لا تتركوهم يسلكون حسب هواهم الشخصية دون سؤال لهم.. لا تتركوهم يسيرون حسب طيش فكرهم وتهورهم بلا حدود أو قيود أو حكمة، علموهم أنهم ليسوا أحرارًا تمامًا في إتيان كل ما يشاؤون.. لا تدعوهم ينساقون وراء أهوائهم ورغباتهم وشهواتهم الخاصة بحجة أنهم كبروا..
لابد من وقفة صارمة معهم، كافحوا بحزم هذا الشر المستفحل والمتغلغل بين أولادنا.. نحن الآن نواجه تحديا كبيرا وهو وسائل التواصل الاجتماعي الهدامة بكل أشكالها وتعد مصدرا رديئا ونبع الانحلال الأخلاقى ومدرسة الفساد التى يستمد منه الفتيان والفتيات فكرهم المنحرف وسلوكهم المشين وهم فى سن المراهقة.. من حقكم كآباء وأمهات وكل راعى عن تربية أبنائكم وأخواتكم صغار السن أن تسألوا عن صداقاتهم وأن تفحصوا تليفوناتهم المحمولة وأجهزة اللاب توب والكمبيوتر الخاص بهم بهدوء وحكمة ومحبة دون عنف ولكن في حزم وخوف على مستقبلهم..
وقفة مع الأبناء
لا تتراخو أمامهم ولا ترضخوا لكثرة إلحاحهم ولا تخضعوا لأهوائهم وميولهم الدنيوية الشريرة وكذبهم المستمر غير المبرر.. الأم هى المدرسة الأولى والأب هو الراعى لا تسلموهم للشيطان النجس والإثم والفجور حتى لا يسوقهم الشيطان إلى هاوية الهلاك.. إهتموا بالعناية الروحية قبل الاجتماعية لأولادكم وبناتكم قبل أن يداهمهم مستقبل غامض لا يبشر بالخير.. أجعلوا أولادكم ثمار صالحة مفيدة للآخرين وللوطن وليس جنود للشيطان بسبب الإهمال الأسري..
وتذكروا أن لاشئ من ملاهى العالم وشهواته وثيابه الخليعة وأغانيه بالكلمات المبتذلة أو موسيقاه الصاخبة فى الأول والأخر مهرجان! وكل هذا السخط لا يشبع قلوبكم الخاوية، بكل الشبع الحقيقى للروح والنفس الجائعة هو كلام الله لأنه يروى النفوس العطشانة إلى الحب والسعادة الحقيقية.. إعلموا تمامًا بكل صدق الأب والأم هما الشجرة والأبناء هم الأغصان "الشجرة الجيدة تثمرة ثمار جيدة.. من ثمارهم تعرفونهم.. والشجرة العقيمة غير المثمرة تقطع وتلقئ في النار"، أزرعوا الشجرة في أولادكم وبناتكم ستحصدون أنتم أولى ثمارها، فإن كانت الثمار جيدة فسوف تفرحون بها وتسعدون وتفخرون بها، وإن كانت الثمار ردية فأنتم أول الناس الذين سوف تتمرمر حلوقهم من شدة مرارتها لاسمح الله..
أما عن تمرد الأبناء الذين يطلقون على أنفسهم جيل النت وعصيانهم وعدم طاعتهم واستهتارهم وعدم قبول المشورة والحكمة والنصيحة المفيدة، فهذه كلها رذائل متفرغة من أصل واحد وهو إهمال الرعاية الروحية والاجتماعية لهم.. وتذكروا أن أولادكم هى وزنة من الله سوف تعطون عنها حسابًا يوم الدينونة العظيمة "يوم الأخرة".. أما تركهم بدون عناية أسرية سليمة وظنكم بأنهم عندما يكبرون الأبناء يتعقلون وتتجدد الأذهان فهذا للأسف من باب الوهم والخيال..
ومعروف إن أى طفل أو شاب مع الأيام وعدم الإهتمام به يتعود على حياة الحرية الخاطئة والإنحلال ثم يتأقلم مع الجو الفاسد مع أصدقاء السوء ومعروف أن "المعاشرات الرديئة تفسد الأخلاق الجيدة".. انتبهوا قبل أن تتهاوى أسوار النقاء والبراءة وتتوارى حياة الإيمان والتقوى والإحترام تحت أكوام النجاسة الفكرية والجسدية تحت رعاية الشيطان وكل جنوده.
انتبهوا قبل أن يستولى إبليس بالقوة على نفوس أولادكم ويخطفهم من أحضانكم.. واعلموا أن سكوتكم سيكون علامة من علامات الرضا وإن توانيتم في الرعاية النموذجية بهم فسوف تدفعون الثمن باهظ من سلامكم وصحتكم وسعادتكم، ولا تقدروا أن تنفضوا أيديكم من المسئولية وتتبرءوا من الذنب أمام الله وأمام أنفسكم وأمام المجتمع.. ناقوس الخطر يدق فانتبهوا أيها الآباء والأمهات وكل راعى مسئول عن رعيته.. من له آذان للسمع فليسمع.