٢٠ سؤالا لجمال مبارك!
انتهاء قضية الأموال الأوروبية تم منذ فترة ليست بالقصيرة.. فلماذا كان الفيديو الأخير في هذا التوقيت تحديدا؟ هل تذكرتم روح الرئيس مبارك فجأة؟ وهل روح الرئيس الراحل -أو روح أي رئيس راحل- تهدأ بأحكام رد الاعتبار أم بالفيديوهات؟! لماذا لم يتولى السيد علاء مبارك المهمة نيابة عن الأسرة؟! أليس هو الابن الأكبر للرئيس الراحل؟ أم لأنه لا علاقة له بالعمل العام؟ فهل كنت تمارس بالفيديو عملا عاما أم دورا اجتماعيا تاريخيا رمزيا نيابة عن الأسرة؟!
هل أحكام عدم كفاية الأدلة كافية لتهدأ أرواح الراحلين؟! وإذا كان الأمر كذلك فهل من سبيل لإلغاء حكم القصور الرئاسية خصوصا وقد صار نهائيا وباتا؟!
لم نعرف أو نشاهد أو نسمع من يتهمكم بامتلاك أصول خارج مصر.. كل ما تردد -وفق علمنا- اتهامات بوجود حسابات وأموال.. وقد أثبت حكم القضاء السويسري -بأحقيتكم في الأموال والإفراج عنها- صحة ما يتردد ؟!
ماذا ستفعل مع الصحف العالمية التي نشرت عن هذه الحسابات السرية وسيرتها ومسيرتها منذ نهاية التسعينيات إلي اليوم؟! خصوصا إنها ذكرت تاريخ الحسابات وبنوكها وقيمتها؟!
الأصل في الأشياء -والأموال تحديدا- إثبات التحصل عليها من مصادر مشروعة وليس التباهي بفشل الجميع في إثبات عدم مشروعيتها.. ولذلك تتعامل كافة النظم والقوانين مع العاملين في الشأن العام بالمبدأ الشهير "من أين لك هذا"..
أرواح المظلومين
ومن أجل ذلك تشترط كافة النظم بيانا بالممتلكات المنقولة وغير المنقولة فيما يعرف بإقرارات الذمة المالية، وشعب مصر من حقه أن يهدأ هو الآخر ويطمئن أن الحساب المعلن عنه أنه يخصكم في البنك السويسري قد جمع بطرق طبيعية وعادية.. فهل ستريح أهل مصر؟! وهل ستساهم لتهدأ أرواح من ماتوا من شعبنا في حوادث علي طرق سريعة غير مؤهلة أو لعدم توافر إمكانيات بعينها في بعض مستشفيات الجمهورية؟!
أو لربما هدأت روح عبد الحميد شتا الذي رفضوه في وزارة الخارجية لوضعه الاجتماعي رغم تفوقه الأشد فانتحر علي الفور معبرا عن قهر الآلاف مثله فقدوا حق تكافؤ الفرص؟! أو لتهدأ روح الدكتور أحمد جويلي وزير التموين الراحل الذي أقيل لتصديه لمافيا كبيرة بعد أداء وزاري شريف ومثالي؟!
أو لتهدأ روح سعد الدين الشاذلي بطل أبطال حرب أكتوبر ومهندسها وقد فضل السجن علي المذلة بعد أن تحول وعد "الرجوع الآمن" لبلده إلي الغدر به، وقد برأته المحاكم من التهم المسندة إليه وقد كان رئيس الرئيس مبارك في الحرب وما قبلها وما بعدها؟
أو لتهدأ روح اللواء أحمد رشدي وزير الداخلية الذي طهر مصر من السموم ربما لأول مرة في تاريخها؟ أو لتهدأ روح المشير أبو غزالة بطل أكتوبر وعمليات أخرى كبرى وقد تعرض لأحط عملية تشهير -التشهير الذي تشكون منه- طالت سمعته.. وكان الرجل بريئا منها براءة محي الدين الغريب وزير المالية الشهير من كل الاتهامات التي نسبت له ووصل حكم البراءة للتنفيذ بعد شهر بالتمام والكمال قضاها بمرارة المرارة مسجونا مظلوما في تنكيل يستحق كتابا مستقلا؟!
أرواح عديدة نأمل لها أن تهدأ وتستقر بسلام في عالمها الآخر.. بعدما قدمت لمصر وشعبها عمرها كله! وخرجوا من الدنيا علي الحميد المجيد لا يملكون منها حتي -حتي- ما يعادل أجرة وكيل المحامي الأوروبي الذي ترافع عن قضيتكم!