وعيد جمال مبارك!
تكلم جمال مبارك في كل شيء.. إلا القيمة النهائية للأموال المفرج عنها والتي أعادتها له المحكمة الأوروبية! لكنه يتوعد ويعلنها صراحة: أنه وجه محاميه باتخاذ الإجراءات القانونية ضد حملات التشهير التي تستهدف الأسرة! ودون أن يقول لنا ماذا عن الأسئلة الموضوعية غير التشهيرية لشعبنا ومنها:
من المسئول عن بيع ممتلكات هذا الشعب -وقد بناها في الخمسينيات والستينيات بالعرق والدم- في برنامج الخصخصة وبالطريقة التي تمت وبالآليات التي كانت موجودة والجميع يعرفها والتي انتهت إلى تدمير كبير لقدرات مصر التصنيعية وتشريد مئات الألاف من عمال مصر حتى توالت بعد سنوات أحكام القضاء المصري العظيم ضد بيع ما تبقى من مصانع وشركات قبل تحويلها إلي مشاريع أخرى كغيرها؟!
من المسئول عن كل هذا الكم من جرائم نهب المال العام حتى أصيبت الأجهزة الرقابية بما يمكن وصفه الإرهاق الوظيفي ليس من كثرة القضايا والجرائم فحسب وإنما من خيبة الأمل في القضاء عليها خصوصا من وجود تشريعات معيبة مثل عدد من القوانين المهمة لمكافحة الاحتكار والفساد ومنه ما انقلب بفضل أحمد عز رأسا على عقب بعد صدورها بساعات؟!
من المسئول عن كل هذا التمدد لجماعة الإخوان وللتيار المتطرف كله وبما آثر على قيم شعبنا وسلوكياته؟! من المسئول عن رهن مصر كلها في يد تلك العصابة؟! ومن المسئول عن التدهور غير المسبوق في الخدمات العامة؟ زحام.. تلوث.. بناء عشوائي.. زحف علي الأراضي الزراعية.. تخطيط مروري سئ.. وفيات في طوابير الخبز وهي أبسط أبسط الاحتياجات الطبيعية لأي شعب؟!
من المسئول عن تزوير الانتخابات والاستهانة بإرادة المصريين وكأنهم كائنات لا يستحقون اختيار حكامهم ونوابهم؟ من الذي قتل التجربة الحزبية في البلاد وأفشلها حتى سبقتنا معظم الدول التي بدأت تجاربها بعدنا؟!
الأسئلة عديدة.. وكلها واقع عشناه وشهدته -وتشهد عليه- الدنيا كلها.. لا تشهير فيها ولا تجني!
ذاكرة السمكة لا تليق -ولن تليق- بشعب دفع -ويدفع- ثمن كل ذلك غاليا يا سيد جمال!
