حكم للتاريخ
بعدما سمعت خبر إحالة أوراق قاتل الشهيد أبونا الحبيب أرسانيوس وديد كاهن كنيسة السيدة العذراء بالإسكندرية الذي قتل في شوارع الإسكندرية متمثلًا بكاروز ديارنا المصرية القديس العظيم مارمرقس الرسول، شعرت وكأن الحياة تنبض في قلبي بشكل مختلف، فهو ليس حكمًا للقصاص لحق أبونا الشهيد فقط. بل شعرت بأنه ربما يكون سبب صحوة وإرجاع لعقول كثيرين سيفكرون كثيرا قبل أن يعتدوا على كنائس أو رجال دين مسيحي..
حكم القضاء في قضية أبونا أرسانيوس وديد كاهن كنيسة السيدة العذراء بالاسكندرية حكم يٌبرد القلوب، أو يُشعرها بالأمان، وهو بمثابة صدمة لقلوب كانت على وشك الموت. فحكم الدنيا ليس هو الحكم الأبدي، بل هو الخطوة المستحقة في الحياة، حتى يتقابل الطرفان أمام الله العادل في يوم الدينونة العظيم ليدين كما سيدين بين كل المسكونة بالعدل ويعطي كل واحد كنحو أعماله، لأنه هو العدل وهو أساس العدل كما هو أساس الحياة.
شكرًا لقضاء مصر العادل، وشكرًا لمرافعة ممثل النيابة، التي كانت مُفرحة في كلماتها، شاعرة بما تشعر به عائلة أبونا الشهيد أرسانيوس وديد، وكل محبيه وكل أقباط مصر، وأتمنى أن يتم تنفيذ الحكم في أسرع وقت، حتى يذهب القاتل إلى الله ليعرف أن الله لا يفرح بالقتل ولا يفرح بالدم، فالله هو واهب للحياة، وهو أصلها، فمن نحن كي ننتزعها من أحد دون حق أو بأفكار مسمومة معتقدين إن ذلك يسُر قلب الإله.
Twitter: @PaulaWagih