أتعرف ما معنى الكلمة؟
بدأت رحلتي مع الصحافة والكتابة الصحفية ربما مبكرًا جدًا، بدأتها وأنا لم أكمل عامي الثالث عشر بعد، كنت ربما مازلت طفلًا ولكن كان بداخلي حلم يراودني بأن أكون مثل عظماء جعلوني أحب الصحافة والكتابة مثل الكاتب الكبير محمود السعدني -الولد الشقي وأستاذ السخرية-، وعمنا العظيم جلال عامر -رحمهما الله- وأفتقدهما فعلًا كلما رأيت حال الصحافة الآن.
وربما خلال رحلة ليست بالقصيرة بل تجاوزت عشرة أعوام، مررت بمديرين ورؤساء أكن لهم كل الاحترام وجزيل التحية لما تعلمته وما زلت أتعلمه منهم حتى يومنا هذا، نتيجة محبة خالصة آراها فيهم في نصحهم وفي شغفهم بمهنة صاحبة الجلالة والتي لا تقل في قدرها عن قدر كل المهن السامية والجليلة.
فعلى مدار سبع سنوات تقريبًا في بوابة فيتو المحطة الفارقة في رحلة كتابتي في بلاط صاحبة الجلالة، تعلمت الكثير عن تلك المهنة من خلال أساتذتي الذين أكن لهم كل الإحترام والتحية لما قدموه من نصائح وتدقيق وتصليح لبعض أفكاري وكلماتى أن يمكن أن تشت مني أثناء الكتابة، فنعم عزيزي القاريء، المقال قبل أن يصل إليك يمر بعدة محطات بعد الكتابة.
الكلمة هي شرف وعهد، لأن الكلمة في إنجيل يوحنا عندنا كمسيحيين هي رابع كلمة في أول آية في أول إصحاح وكانت وصف للسيد المسيح -له كل المجد- عندما قال: "فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ"، وفي الإسلام نجد مثلا أنه من أعظم كلمات الحسين -رضي الله عنه- عندما قال: "مفتاح الجنة في كلمة.. ودخول النار على كلمة.. وقضاء الله هو كلمة".
ولأن الكلمة ليست سهلة، فلذلك تمر بمراحل، لما قد تسببه من آذى سواء لفرد أو لمجموعة كاملة من الناس أو تكون كبلسمٍ يدخل القلب فيداويه من جروح قد أصابته، ولكن ما يحزني أن البعض يتساهل أو يسهو عن بعض الكلمات التي ربما تنشيء فُرقة، وتشتت الشمل الذي نسعى دومًا لجمعه، فاحذر يا كل مسئول عن الكلمة، ففي كلماتك ربما يكون سم قاتل، أو بلسمًا تُشكر عليه.. رمضان كريم
Twitter: @PaulaWagih