الزند وعكاشة وتمرد وحزب الكنبة!
بعد أن فضح مسلسل الاختيار3 جرائم الإخوان صوت وصورة وما قدمه من تسريبات حقيقية فضحت قيادات الإخوان وعرتهم أمام الجميع وكيف كانوا يريدون لمصر شرًا مستطيرًا.. ندرك بوضوح أن مصر كانت في حفظ الله وقيض لها من أبنائها رجالًا يذودون عنها وعن أمتها العربية والإسلامية ضد قوى البغي والشر، رجال يحفظون لها هويتها وتماسكها وبقاءها هكذا كان على مر التاريخ.
كنت أرجو أن يبرز مسلسل الاختيار3 ويعطي مساحة أكبر لدور قضائنا الشامخ برئاسة المستشار أحمد الزند وحركة تمرد وجانب من إعلامنا وعلى رأسه توفيق عكاشة وقبل هذا وذاك حزب الكنبة الذي حسم الموقف باحتشاد ملايينه في شوارع مصر من أقصاها لأقصاها حتى تبين للعالم أجمع أن هذا الشعب صاحب قراره ويملك القدرة على تقرير مصيره.
ولعله تأكد لنا أن ما سماه البعض بالربيع العربي كان خريفًا مفزعًا تساقطت فيه الأقنعة، وتبين لنا الحق من الباطل والحقائق من الأوهام التي تبددت حين قيض الله لمصر إبنها البار عبد الفتاح السيسي الذي قرر أن يسبح ضد التيار رغم يقينه بمخاطر التجديف ضد تيار كان جارفًا تدفعه أمواج الإخوان والأمريكان ومن جرى في فلكهما من أنظمة وتنظيمات لكلٍ مآربه وأطماعه التي يسعى لتحقيقها.. لقد وضع الرجل روحه على كفه غير آبهٍ بما كان ينتظره من مشانق لو فشلت لا قدر الله مساعيه..
توثيق جرائم الإخوان
ولم يتوان الرجل عن بذل مساعيه لتحقيق الوفاق بين جميع الأطراف وقتها ودعوتهم للجلوس على مائدة الحوار.. لكن المكابرة أفضت لما حدث بعدها.. ولست أدري كيف يتجاهل بعض المنتقدين عمدًا أو جهلًا مثل تلك المخاطرة في وقت عصيب تخلت فيه الأحزاب عن دورها في قيادة الجماهير للنضال السلمي، بل تقاعست عن أداء هذا الدور مطالبة غيرها بخوض معركتها نيابة عنها على طريقة بني إسرائيل الذين قالوا لموسى عليه السلام "فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ".
الأدهى أن بعض النخب وطيفًا من الإعلام تماهت في ذلك الوقت مع أجندة الإخوان وآثرت التكيف والتعايش ومن أراد دليلًا على قولي فليرجع لبرامج التوك شو وقتها.. ومن لزم الصمت منهم وقف موقف المتفرج وكأن الأمر لا يعنيه ولم يعبأ بمحاولات بيع مصر لحساب مشروع وهمي صنعه الغرب وغاصت فيه أقدام الإخوان.
لم يكترث السيسي بمصير مأساوي كان ينتظره لو فشلت ثورة 30 يونيو ضد الإخوان لكنه تحرك بوعي وبصيرة المؤمن الواثق بتأييد الله ومعاونة شعب مصر الذي فوضه قائد الجيش وقتها بالتحرك لإنقاذ مصر من دمار لن يبقي ولن يذر ومخططات تقسيم رأينا إرهاصاتها في سوريا والعراق وقبلهما في السودان وليبيا!
مسلسل الاختيار3 قام بتوثيق تداعيات ما بعد خروج الملايين إلى الشوارع ضد الإخوان وهي أحداث نرجو لو يسجلها المؤرخون مستعينين بما جرى نشره ليبينوا للناس كيف واجه السيسي محنة عاصفة ومؤامرة تعددت أطرافها وخاض الرجل ولا يزال حربًا ضروسًا توقعها وطالب الشعب بتفويضه لمحاربة إرهاب أعمى أعده الإخوان وجهز له من لا يراعي للأوطان حرمة ولا ذمة.. وخاض السيسي ومن معه من قادة الجيش وجنوده ورجال الشرطة معركة الشرف والوطنية في مواجهة عدو خسيس يلقى دعمًا لا محدودًا من أطراف وجهات شتى؛ عدو يجيد التخفي ولا يعدم وسيلة للقتل والإرهاب واستهداف جيشنا وشرطتنا استهدافًا مباشرًا مباغتًا تارة أو عبر التفخيخ والتفجير الذي وثقه الاختيار بأجزائه الثلاث.
ورغم الجريمة الغادرة التي اقترفها الإرهاب الخسيس منذ أيام فإننا نقول باطمئنان إن السيسي نجح في إدارة المعركة ومكافحة الإرهاب واجتثاثه من جذوره حتى انحسرت العمليات الإرهابية إلا من فلول أو ذئاب منفردة هنا وهناك وهي أعداد لا تكاد تُذكر بل سوف تتلاشى وتنعدم؛ ومن ثم فإن الرئيس استحقق مزيدًا من ثقة الشعب لما تحقق على يديه من استعادة مصر لدورها ومكانتها المستحق في محيطها صمام أمان لأمتها.. وهو نجاح لم يأت من فراغ بل دفعت مصر فيه ثمنًا غاليًا تمثل في استشهاد نحو 3500 ضابط وجندي وإصابة الآلاف ناهيك عما تكبدته البلاد من خسائر باهظة جرى تحملها حتى يستقر الوطن.
وكم أرجو أن تحظى ثورة 30 يونيو بتأريخ منصف لن يعدم كاتبوه أدلة دامغة مشفوعة بالوثائق والأسانيد إحتوى مسلسل الاختيار3 على كثير منها بين مشاهدته وحلقاته المميزة، كما سيجدون في تحقيقات النيابة وأحكام القضاء الناصعة ما يعينهم على الكتابة التي لا يأتيها التشكيك أو الطعن من بين يديها ولا من خلفها؛ فهي أحكام كاشفة لما جرى في تلك الفترة من أحداث يشيب لها الولدان.