يوسف صديق المظلوم حيّا وميتا!
ذهبت لزيارة زوجتى نعمت رحمها الله المدفونة بجوار والدتها وإخوتها فى مقبرة والدها بطل ثورة يوليو يوسف صديق الذى لولاه لكانت حركة الضباط الأحرار قد أصابها الإخفاق.. ولكننى فوجئت أن المقبرة عليها هى والعديد من المقابر المجاورة والمحيطة بها علامات حمراء.. وبعد التقصى الصعب لأنه تم التنبيه على التربى بعدم إبلاغ أصحاب المقابر بالأمر، عرفت أن كل هذه المقابر قد تم تحديدها لإزالتها لإقامة محور وكوبري جديد يربط منطقة المقطم بوسط المدينة، ومن بين هذه المقابر مقبرة يوسف صديق ومقبرة عميد الأدب العربى طه حسين الملاصقة لها.
وهنا الأمر يدعو للدهشة والتساؤل في ذات الوقت.. كيف يتم الاستعداد لإزالة مقابر دون إبلاغ أصحابها مبكرا بعد توفير مقابر بديلة مناسبة لهم حتى يتسنى لهم التحضير من جانبهم لنقل رفات ذويهم وأهلهم، إذا كان لا مناص من إقامة هذا المحور الجديد في المسار المختار ولا يوجد مسار بديل آخر له.. أم أن مسئولينا اعتادوا فقط التعامل مع المواطنين بأسلوب المفاجأة والصدمة وفرض الأمر الواقع عليهم؟!
هدم المقابر
ألم يكن من الحكمة والفطنة أن يسارعوا بإعلام أصحاب هذه المدافن ومنهم أسرة النائب الشهير الشجاع علوى حافظ وأسرة الصحفى المعروف ناصف سليم، وأسرة الفنانة سهير المرشدي بالأمر بدلا من التنبيه على التربية بإلتزام الصمت، وإنكار الجهات الحكومية المسئولة عن الجبانات معرفتها بالأمر؟!، رغم أن العمل بدأ بالفعل في هذا المحور الجديد ويتم الأن عمل جسات في الأرض، وكذلك تم إختيار الإسم الذى سوف يطلق على هذا المحور الجديد!
إن عدم مكاشفة المواطنين ومصارحتهم بالحقيقة من شأنه أن يباعد بين المسئولين والمواطنين ويزرع في نفوسهم الشكوك ولعل هذا ما حذر منه الرئيس السيسى حكومة الإخوان وهو وزير للدفاع وشاهدناه في أحد مشاهد مسلسل الإختيار قبل أسابيع قليلة.
أما البطل يوسف صديق آلا يكفيه التعرض للظلم حيا حينما تم إنكار دوره المهم ليلة ٢٣ يوليو عام ١٩٥٢وتم على مدار عشر سنوات كاملة نسب زورا دوره في اقتحام مبنى قيادة الجيش وإلقاء القبض على كبار القادة العسكريين لزميله عبدالحكيم عامر، وحتى بعد أن اعترف بهذا الدور عبدالناصر في احتفال العيد العاشر للثورة تم تشويه هذا الدور والانتقاص منه بإدعاء أنه أخطا وخرج مبكرا قبل ساعة الصفر المحددة، ثم تم تجاهل إقامة تمثال له كبقية زملائه أعضاء مجلس قيادة الثورة إلا بعد أن حصل ابنه اللواء حسين رحمه الله على حكم قضائى بذلك..
وقبلها تم إلقاء القبض عليه وزوجته خلال أزمة مارس ١٩٥٤وتحديد إقامته لسنوات.. وبعد أن أنهى الرئيس السيسى مؤخرا هذا الظلم التاريخى لهذا البطل الجسور بمنح اسمه قلادة النيل ها هو يتعرض لظلم جديد بهدم مقبرته الذى يتم الإعداد له سرا مع مقابر أخرى عديدة من بينها مقبرة طه حسين اللصيقة بمقبرته، لك الله أيها البطل الجسور، أتت وصاحب مجانية التعليم طه حسين.