الإنتاج 111 مليون طن.. والصادرات 10 ملايين.. الهند ترفع أسعار القمح لمستويات قياسية وتكبد التجار خسائر فادحة
خططت الهند لإنتاج ما يزيد على 111 مليون طن في 2022، على أن تصدر نحو 10 ملايين، إلا أن الحر الشديد والتضخم دفعا سلطات نيودلهي لحظر التصدير.
الحظر الذي فرضته الهند على صادرات القمح تسبب في بقاء نحو 1.8 مليون طن عالقة في الموانئ، مما جعل التجار في مواجهة خسائر فادحة بسبب احتمال اضطرارهم للبيع في السوق المحلية الأضعف.
موجة حر
وحظرت نيودلهي صادرات القمح يوم السبت الماضي، بعد أيام فحسب من قولها إنها تستهدف شحنات قياسية تبلغ عشرة ملايين طن هذا العام، إذ حدثت موجة حر لافح من الإنتاج ودفعت الأسعار المحلية لارتفاع قياسي.
وقالت الهند: إن الصادرات المدعومة فقط بخطابات ائتمان، أو ضمانات دفع، صدرت بالفعل قبل 13 مايو ستمضي قدما قبل دخول الحظر حيز التنفيذ.
قال متعامل في مومباي مع شركة تجارة عالمية: إن هناك نحو 2.2 مليون طن من القمح في الموانئ حاليا أو في طريق النقل ولدى المتعاملين خطابات ائتمان لكمية 400 ألف طن منها فحسب.
وأضاف: "اشترينا القمح من التجار ونقلناه للموانئ.. نعتزم الوفاء بالتزاماتنا التصديرية لكن لا يمكننا تجاوز سياسة الحكومة.. ولذلك ليس لدينا خيار إلا إعلان حالة القوة القاهرة".
وقفزت أسعار القمح إلى مستوى قياسي أمس الإثنين بعد قرار الهند حظر تصديره. وبعد تسجيله ارتفاعًا في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا المصدرة الرئيسية للقمح، ارتفع سعر السلعة الغذائية الرئيسية إلى 435 يورو (453 دولارا) للطن مع افتتاح السوق الأوروبية.
وقالت نيودلهي، التي تعهدت بتزويد الدول الفقيرة التي كانت تعتمد على الصادرات من أوكرانيا، إنها تريد ضمان "الأمن الغذائي" لسكان الهند البالغ عددهم 1،4 مليار نسمة. وهو قرار من شأنه أن "يؤدي إلى تفاقم أزمة" إمدادات الحبوب على المستوى العالمي، كما حذرت مجموعة السبع.
مخاطر الجفاف
وارتفع سعر القمح منذ أشهر الى مستويات غير مسبوقة في الأسواق العالمية. وزاد سعره بنسبة 40% خلال ثلاثة أشهر والسوق متوترة جدا بسبب مخاطر الجفاف في جنوب الولايات المتحدة وغرب أوروبا.
وقالت الحكومة الهندية إنها ستستمر في السماح بشحنات القمح بخطابات ائتمان صدرت بالفعل وإلى تلك البلدان التي تطلب الإمدادات "لتلبية احتياجات أمنها الغذائي".
صادرات البحر الأسود
وكان المشترون العالميون يعتمدون على الهند في الحصول على إمدادات القمح بعد أن تراجعت الصادرات من منطقة البحر الأسود منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في أواخر فبراير.
وارتفعت أسعار القمح في الهند إلى مستوى قياسي، إذ وصلت في بعض المعاملات الفورية إلى 25 ألف روبية (320 دولارا) للطن، وهو ما يزيد بفارق كبير على الحد الأدنى لسعر الدعم الحكومي الثابت البالغ 20150 روبية.
كما أدى ارتفاع تكاليف الوقود والعمالة والنقل والتعبئة إلى ارتفاع سعر دقيق القمح في الهند.
وقال مسؤول حكومي كبير طلب عدم نشر اسمه لأن المناقشات حول قيود التصدير لم تكن علنية: "لم يكن القمح وحده. أثار الارتفاع في الأسعار الإجمالية مخاوف بشأن التضخم ولهذا السبب اضطرت الحكومة إلى حظر صادرات القمح".
محصول أصغر
حددت الهند الأسبوع الماضي هدفا قياسيا للتصدير للسنة المالية 2022-2023 التي بدأت في أول أبريل، مضيفة أنها سترسل وفودا تجارية إلى دول مثل المغرب وتونس وإندونيسيا والفلبين لاستكشاف طرق زيادة الشحنات بصورة أكبر.
لكن الارتفاع الحاد والمفاجئ في درجات الحرارة في منتصف مارس يعني أن حجم المحصول قد يكون أصغر مما كان متوقعا عند حوالي 100 مليون طن أو أقل، وفقا لمتعامل في نيودلهي مع شركة تجارية عالمية.
وقدرت الحكومة أن الإنتاج سيصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 111.32 مليون طن.
ووصلت صادرات الهند من القمح إلى رقم قياسي بلغ سبعة ملايين طن في السنة المالية المنتهية في مارس، بزيادة أكثر من 250 بالمئة عن العام السابق، بعد أن استفادت من ارتفاع أسعار القمح العالمية في أعقاب غزو روسيا لأوكرانيا.
وفي أبريل صدرت الهند 1.4 مليون طن من القمح ووقعت صفقات بالفعل لتصدير حوالي 1.5 مليون طن في مايو.
وقال تاجر "الحظر الهندي سيرفع أسعار القمح العالمية. في الوقت الحالي لا يوجد مورد كبير في السوق".
(الدولار = 77.4700 روبية هندية)
استثناء مصر
وعلى الصعيد المحلى فى مصر، قررت الهند استثناء الشحنات إلى مصر من الحظر، حيث قال وزير الزراعة السيد القصير لوكالة بلومبرج: إن الحكومة المصرية ستُعفى من الحظر الذي تفرضه الهند على صادرات القمح.
وأجرت وزارة الزراعة الفحص والتحليل والشحن لأول مركب قمح هندى يتم شحنها من ميناء كاندلا بالهند إلى مصر.
وتابع الدكتور أحمد العطار، رئيس الحجر الزراعي، فحص القمح قبل شحنه من خلال مفتشى الحجر الزراعى المصرى وسحب عينات وتحليلها فى أحد المعامل الدولية المعتمدة من الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى الفحص الحجرى الدقيق لجميع كميات القمح قبل وأثناء التحميل على المركب.
وقال العطار، أن نتائج التحاليل تشير إلى أن جودة القمح عالية، وتعدت نسبة البروتين فيه 14%، ونسبة رطوبة أقل من 9%، بالإضافة إلى مطابقته لكافة المواصفات الفنية والمعايير الدولية للصحة النباتية وتطابقه مع كافة اشتراطات الحجر الزراعى المصري، وأضاف العطار أنه تأكد خلو الشحنة من كافة الآفات الحجرية ذات الاهتمام من الجانب المصري، بالإضافة إلى زراعته فى مناطق خالية من الأمراض الحجرية الخطيرة.