رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد بن طولون.. أمير الستر الذي حمى الفلاحين من الظلم والمعاناة

أحمد بن طولون
أحمد بن طولون

في مثل هذا اليوم من عام 884 م توفى أحمد بن طولون، مؤسس الدولة الطولونية في مصر والشام من الفترة، بعد أن كان واليا للدولة العباسية على مصر، لكنه كان أول من يستقل بها عن الخلافة بعد أن استطاع القضاء على الحركات المعارضة له، وتمدد باتجاه الشام. 

 

عن نشأته 

ولد أحمد بن طولون في عام 835 م، وترجع أصوله إلى قبيلة التغزغز التُركيَّة، وتحديدًا إلى أُسرةٍ كانت تُقيمُ في بُخارى. وكان والدهُ يدعى «طولون»، واليه نُسبت الدولة التي أسسها أحمد لاحقًا.

أُعجب الخليفة المأمون كثيرًا بطولون الذي بدت عليه علامات النجابة والإخلاص، فحظي عنده وازدادت مكانته لديه، وكلفه بوظائف عدَّة نجح في إدارتها بِشكلٍ ملحوظ، ليتولى رئاسة الحرس، ويلقب بِأمير الستر.

ظل أحمد بن طولون عشرين سنة يشغل هذا المنصب الهام، ثم كلفه الخليفة العبَّاسي المُتوكِّل ما كان لِأبيه من الأعمال العسكريَّة المُختلفة، وسُرعان ما أُتيح له أن يستولي على إمرة الثُغور ودمشق والديار المصرية. 

 

عن ولايته لمصر

قام ابن طولون بعدة أعمال في فترة حكمه، منها إنشاء مدينة القطائع، والتي اتخذها عاصمة لدولته، وكذلك بنى مسجده المعروف بمسجد أحمد بن طولون، وكان معروفا بالتدين وحسن الخلق ومجالسته العلماء، حيث كان منذ صغره متصفًا بالرزانة والولاء وحفظ القرآن والتفقه في الدين بجانب الحزم العسكري. 

بذل أحمد بن طولون قصارى جهده لتشجيع الزراعة وزيادة الإنتاج الزراعي، كما اهتم بالرى إلى أبعد حدود لتحسين وسائل الرى بتطهير نهر النيل، وشق الترع وأقام الجسور، وأصلح التُّرَع والقنوات التي تروي الحقول، وأصلح السدود المحطمة، وحمى الفلاحين من ظلم جُباة الضرائب وتعسفهم.

كما خفض قيمة الخراج وربطه بمقدار المحصول سنويًا توخيًا للعدل في جبايته؛ مما أدَّى إلى ازدياد مساحات الأرض المزروعة من جهة، ووصول أسعار الحبوب إلى أدنى مستوى بعد أن أمد الفلاحين بما يحتاجونه من البذور والآلات الزراعية على أن تسترد أثمانها منهم بعد جنى المحصول وبيعه.

قام أحمد بن طولون بإصلاح مقياس النيل بالروضة وما زال هذا المقياس موجودًا إلى اليوم في جزيرة الروضة، وشيَّد أحمد بن طولون أيضا في الجنوب الشرقي من القطائع قناطر للمياه، وكان الماء يسير في عيونها إلى القطائع من بئر حفرة في أسفلها، وكان يرفع  من البئر إلى القناطر بواسطة ساقية، وقد بنيت هذه القناطر من نفس الآجُرّ الذي بُني منه الجامع الطولوني، وبعد سلسلة طويلة من النجاحات توفى إبن طولون في مثل هذا اليوم تاركا إنجازات لا تنسى. 

الجريدة الرسمية