رئيس التحرير
عصام كامل

الحوار مع الشباب.. مستقبل أفضل!

انتهى شهر رمضان الكريم على خير، وأصبح البعض منا ممن يعشق أيام الصيام وأيام وليالى الشهر الكريم يدعو الله من الآن "اللهم بلغنا رمضان"، والحقيقة أننى قضيت ثلاثة أيام من هذا الشهر في حالة من النشاط والحيوية وأيضا السعادة، أما السبب فهو وجودى بين أكثر من 500 شاب من شباب مصر، نعم شباب من العديد من المحافظات، من أرض البطولة بورسعيد، ومن أرض الفداء السويس، ومن الأرض التى أسرت ملك فرنسا الدقهلية المنصورة، ومن الجيزة وبطولات أهل الشوبك ومن القاهرة قاهرة الغزاة في كل حين، ومن الفيوم، بنى سويف!

 

هؤلاء الشباب بكل ما يحملونه من أحلام وإحباطات وتساؤلات حائرة، قضيت ثلاثة أيام، دار خلالها حوارات مع ثلاثة من الأعلام كل في مجاله، كانت البداية مع الإعلامى الكبير والشاعر جمال الشاعر وحوار حول الإعلام وتراجع دوره وتأثره بشبكة التواصل الاجتماعى، وأحلام البعض من الشباب بالعمل في مجال الإعلام سواء المقروء أو المرئى، وكان الإعلامى جمال الشاعر صريحا واضحا، خاصة أن شكل الإعلام في السنوات القادمة لا أحد يستطيع أن يتوقعه مع تسارع التكنولوجيا وتغير شكل الإعلام في فترات زمنية قصيرة.

 

فى اليوم التالى كان البطل اللواء محيى نوح ضيفا على الشباب، ودار حوار أكثر من رائع، تضمن البدء من بطولات حرب الاستنزاف، مرورا بالانتصار العظيم في أكتوبر 73، وصولا إلى تحرير سيناء فى 25 ابريل 1982، وأجاب على كل أسئلة الشباب عن الحرب واستعادة الثقة سريعا بعد النكسة، وتحدث عن استشهاد البطل الفريق عبدالمنعم رياض، وعملية التمساح للثأر لاستشهاده..

 

حوار مع الشباب

 

وتحدث عن سيناء وعن الإهمال الذى حدث لها، وأكد اللواء محيى نوح إن إنشاء الأنفاق التى ربطت بين الشرق والغرب في سيناء من أهم الخطوات الإيجابية التى ساهمت في إعادة الإعتبار لسيناء من اهتمام وتنمية، كما أكد اللواء محيى نوح أن أهل سيناء وطنيون بل من أشرف أبناء مصر، وكان لهم أدوار مهمة منذ نكسة يونية وحتى انتصار أكتوبر، والجميع يعلم بطولة الشيخ سالم الهرش الذى أعلن في مؤتمر صحفى عالمى أعده موشى ديان وجولدا مائير ليعلن الهرش انفصال سيناء عن مصر إلا أنه تحداهم، وأعلن أن سيناء مصرية وستظل مصرية وزعيمها هو جمال عبدالناصر..

 

ويحيى الشباب الشهداء في ذكرى تحرير سيناء وشهداء الإرهاب الذين حرروا الإرادة المصرية من الإرهابين، وأكد اللواء محيى نوح أن مصر لم ولن تكون مثل أى دولة أخرى لأنها تملك جيشا وداخلية مخلصة لهذه الأرض، التى كلنا فداء تراب مصر.

 

أما اللقاء الثالث فكان مع المؤرخ الكبير الدكتور جمال شقرة الذى تحدث عن دور الدراما التاريخية وتأثيرها في المجتمع، وتقديم الجزء الثالث من مسلسل الاختيار الذى قدم نوعا من التوثيق الدرامى لم يكن موجودا، فقد قدم عملا دراميا تخلله عدد من الوثائق المهمة، وأصبح المسلسل بهذه الوثائق هو الآخر وثيقة للتاريخ، وهذا الدور نجحت فيه الدراما التأريخية لأول مرة، فقد كشف الاختيار 3 خيانة الإخوان بالصوت والصورة، مما يجعلهم في موقف العجز في الدفاع عن نفسهم، وتحدث الدكتور جمال شقرة ردا على أسئلة الشباب في مختلف الموضوعات، وكان الحوار رائعا فقد تجاوب الشباب مع وعى وخبرة الدكتور جمال شقرة، الذى أجاب بكل صراحة ووضوح في كل الموضوعات.

 

وقد صاحب هذه اللقاءات الثلاث في الأيام الثلاثة فريق شباب من محكى الشباب للتراث بالجيزة من مواهب واعدة في الموسيقى والغناء، وكان منشد الأوبرا حسام صقر ضيفا على هذه الأيام الثلاثة التى كانت بمثابة خير ختام للشهر الكريم، ومن هنا أريد أن أتوجه إلى الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب راعى هذا النشاط بكلمات جاءت على لسان كل من الدكتور سمير مرقص، والإعلامى الكبير جمال الشاعر، والبطل اللواء محيى نوح، والمؤرخ الكبير الدكتور جمال شقرة، إن اتجاه الوزارة بالحوار مع الشباب خطوة رائعة خاصة أن الشباب لا يجد من يتحاور معه..

 

 

ومن هنا فالمطلوب من الوزارة التوسع في فتح حوارات مع الشباب في كل مكان في مصر، والشباب لابد أن يحضر عدة مرات حتى يتم الاستفادة الحقيقية من هذه الحوارات الجادة في شتى الموضوعات. أخيرا أقر وأعترف أن وجودى بين الشباب يرفع معنوياتى للسماء، ويشجعنى دائما أن مستقبل مصر بإذن الله بخير، وأتقدم بالشكر إلى أحمد عفيفى رئيس الإدارة المركزية للبرلمان والتعليم المدنى الذى أقنعنى بالعودة للتعاون من أجل مصر وشباب مصر العظيمة.

تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.

الجريدة الرسمية