شهداء مصر
شقت بنا السيارة طريقَها من الجيزة حيث مقر فيتو إلى مسجد المشير طنطاوي تلبيةً لدعوة قواتنا المسلحة لصلاة العيد ثم تناول وجبة الإفطار مع أسر شهداء مصر الأبرار بحضور الرئيس السيسي.
كانت أضواء القاهرة تختلط بنور الصبح البادى على وجه العاصمة المشرق عيدًا وفرحًا وتهليلًا وتكبيرًا ينبعث من مكبرات الأصوات هنا وهناك في أجواء روحانية قلما تجد مثيلًا لها في بلد آخر.
وصلنا إلى المسجد.. كل شيء منظَّم كعادة القوات المسلحة في كل دعواتها.. من خلال رقم على الدعوة تستطيع أن تتعرَّف على مكانك بدءًا من المسجد وحتى مائدة الطعام ورقمها والمجاورين لك.
وفي قاعة من قاعات المنارة كانت أسر الشهداء تزيِّن المكان.. أمهات وشيوخ وآباء وأطفال من كل مواقع مصر.. أسر لشهداء القوات المسلحة وأخرى نال أبناءها شرفُ الشهادة من الشرطة وفريق ثالث أُضيف إلى الاحتفال هذه المرة.. أسر شهداء الفرق الطبية الذين ضحُّوا بحياتهم في جائحة كورونا.
تكريم أسر الشهداء
أطلَّ الشيخ مشاري راشد بأناشيده المحبَّبة للمصريين وصال وجال حبًّا في أرض الكنانة ثم تلاه عرضٌ مسرحي رامز لرسالة أبدية يُطلقها الشهداء من أجل أن ننعم ونهنأ ببلادنا.
يصعد الرئيس السيسي إلى خشبة المسرح لتكريم بعض أسر الشهداء.. أطفال في عمر الزهور لا تزال الدموع هي العنوان الأعرض في حياتهم وأمهات ثكلى فقدن الحبيب أو الابن أو الأب.. يحتضن الرئيس طفلًا بينما تنهمر الدموع من شقيقه الأكبر والرئيس بين الاثنين يمسح الدموع بكفيه، ويحتضن الثالث بتأثر بالغ، وتكاد دموعه تسقط رغمًا عنه في مشهد مهيب.
يترجَّل الرئيس هبوطًا من على المسرح ليصل بأسرة أحد الشهداء إلى المائدة وهو يتبادل مع الأم أطراف الحوار متساءلًا عن احتياجاتهم وأحوالهم ومعيشتهم.. يتكرر المشهد في كل مرة صعودًا وهبوطًا من الرئيس سائرًا مع أسر الشهداء، بينما تضج القاعة بأحاسيس مختلطة وكأن الدموع قد قرَّرت فراق المآقى من حضور القاعة جملة واحدة.
يصر الرئيس ومعه نخبة من الفنانين والمفكِّرين على قضاء زمن ليس بالقصير بين أطفال الشهداء في حديقة أُعدت خصيصًا لهم يلهون ويلعبون ويمرحون ومعهم الرئيس أبا حنونا ودودا كريما.
عنوان عريض أريد له أن يكون عنوان المرحلة.. لولا شهداؤنا ما نعمنا ببلادنا وما عشنا ما نعيشه من حالة استقرار يراها محيطنا بعيدة المنال ونراها نحن هنا في قاهرة المعز واقعا عظيما لن ننساه ما حيينا.