تحسين الخدمة أولى.. والقومي نائم في العسل!
جاء وقت المراجعة والمحاسبة. ودعنا شهر النفحات والبركات والخيرات فهل أحسنا واستثمرنا أوقاته ونفحاته أم فرطنا وخسرنا وأهدرنا أوقاتنا في مشاهدة برامج تافهة ومسلسلات هابطة باستثناء ثلاثة أو أربعة أو خمسة مسلسلات على رأسها الاختيار 3 الذي يعد دراما وطنية لاقت قبولًا كبيرًا نرجو له أن يستمر ويبقى.
ورغم أن شهر رمضان جُعل أساسًا للاقتصاد في الطعام والشراب لكن ما نفعله به هو العكس تمامًا، فأكثر استهلاكنا يقع في هذا الشهر الكريم من طعام يذهب كثير منه إلى سلال القمامة رغم ما تعانيه البشرية من ظروف غذائية صعبة وقاسية وأكثر سهرنا وإهدار أوقاتنا فيما لا طائل منه يكون في هذا الشهر.. أما الأكثر استفزازًا وإثارة للأسى فهو ما تمارسه شركات المحمول من سفه في الإنفاق على إعلانات لا طائل منها.. وكان الأولى لو وفرت تلك النفقات لتحسين خدمة الإنترنت والاتصالات التي يشكو المستهلكون من رداءتها وغلائها وبطئها وانقطاعها مر الشكوى دون مغيث ولا مجيب..
تتسابق تلك الشركات بصورة محمومة للأسف للفوز بإعلان نجوم الفن والكرة وتجزل لهم العطاء بملايين الجنيهات ولو أنها اهتمت بتحسين الخدمة بطول البلاد وعرضها لكان أفضل لها وللمستهلك ألف مرة.. فهل لا يلفت ذلك نظر الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات فيحاسب ويصوب المسار.. وإلى متى يترك مقدمي الخدمة دون رقابة ولا مساءلة ولا حتى تقييم أداء يدخل بالضرورة ضمن أوجب اختصاصاته الأصيلة؟!
وما يضاعف الأسى أن البريد دخل هو الآخر على خط المنافسة الإعلانية وهو ما يثير سؤالًا لن يجيبنا عنه أحد: هل كان البريد رغم نجاحه وتطوره المستمر في حاجة لإنفاق كل هذه الملايين على إعلان كهذا.. وهل الفائدة المتحققة منه –إن كان ثمة فائدة أصلًا- تكافئ كل هذا المبلغ المدفوع.. هل قياس مردود الأثر بطريقة علمية؟!