رئيس التحرير
عصام كامل

فلنسأل أنفسنا: بأي حال خرجنا من رمضان! (2)

وليسأل كل واحد فينا بأي حال خرج من رمضان.. هل خرج منه بحال أفضل من تلك التي دخل بها فيه.. هل تصدق وأنفق على المحتاجين خصوصًا في مثل تلك الظروف الاقتصادية الصعبة التي نمر بها الأن وارتفاع مخيف في الأسعار بصورة غير مبررة في أوقات كثيرة.. هل سأل عن جيرانه وجبر بخاطر المنكسرين منهم.. هل وصلنا الأرحام وتناسينا الخصومات وأصلحنا ذات البين وأقلعنا عن مرذول العادات وسيئ الأخلاق؟! فإن كانت الإجابة بنعم فقد أحسنا استقبال الضيف المبارك  وحقق غاية ربنا منه.. وإن لم تكن كذلك فتلك خسارة ما أفدحها..لكن هل انقضت الفرصة أم بقي منها ما يمكن أن نستدركه.. 

 

من حسن حظنا أن الله لا يغلق بابه في وجه من قصده ومن رحمته تعالى أنه أمرنا بالدعاء.. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "يَنْزِلُ اللَّهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَمْضِي ثُلُثُ اللَّيْلِ، فَيَقُولُ: «أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الْمَلِكُ مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ».. فلنراجع أنفسنا فلا تزال الفرصة قائمة والرجوع إلى الله واجب بل إن الله تعالى يفرح بعودة العبد إليه تائبًا طائعًا، وهو سبحانه يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها.

 

 

ما أعظم فائدة هذا الشهر للأمة، إذا فهمت غايته وطبقت روحه واتبعت نهج نبيها فيه فقد كان صلى الله عليه وسلم أجود من الريح المرسل وكان أجود ما يكون في رمضان.. فالغاية من الصيام هي التقوى قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" (البقرة: 183).

الجريدة الرسمية