أزمة المناخ تهدد مستقبل القهوة.. ودراسة تكشف انخفاض 50% من مزارع "مزاج الشعوب" خلال السنوات المقبلة
مشروب القهوة، الذي يعتمد عليه الكثير من سكان العالم، لزيادة التركيز؛ حيث تعتبر من أشهر أنواع المنبهات حول العالم.
مستقبل القهوة
ويفضل الكثير من الأشخاص تناول فنجان من القهوة في بداية اليوم، خاصة بعد الاستيقاظ مباشرة لاستعادة التركيز ومواصلة النشاط، بالإضافة إلى كونها مشروبا رئيسيا ومصدر رزق لملايين من صغار المزارعين ولكن يبقى التساؤل موضوع التقرير، وهو ما علاقة مستقبل القهوة بتغيرات المناخ؟
زاد الطلب على الأفوكادو والكاجو والبن بشكل كبير في العقود الأخيرة حيث يؤثر ارتفاع درجات الحرارة على الأفوكادو والكاجو، الأمر الذي يجعل مستقبل القهوة في خطر مع التغيرات المناخية.
القهوة ودرجة الحرارة
وأعد فريق من الباحثين دراسة حول كيفية تأثير ارتفاع درجات الحرارة وتغير معدلات هطول الأمطار على المحاصيل الثلاثة خلال ال 30 عامًا القادمة، حيث قام الباحثون خلال هذه الدراسة ولأول مرة، بدمج معلومات حول خصائص الأرض والتربة.
وفي السياق ذاته تم إعداد دراسة جديدة، أظهرت نتائجها أن هناك تغير كبير سيطرأ على مناطق العالم المناسبة لزراعة البن والكاجو والأفوكادو مع ارتفاع درجة حرارة العالم.
ومن جانبها ذكرت شبكة "بي بي سي" البريطانية، أن مناطق القهوة الرئيسية في البرازيل وإندونيسيا وفيتنام وكولومبيا ستنخفض جميعها بشكل كبير بنحو 50% بحلول عام 2050.
وكشفت التقارير المتداولة حول مستقبل القهوة في ظل التغيرات المناخية، أن البلدان التي تمثل غالبية الإنتاج العالمي من أرابيكا - وهو صنف القهوة السائد - ستنخفض درجة ملائمة تربتها لزراعة المحصول بنحو النصف بحلول عام 2050، والذي يشكل انخفاض حاد.
وذكر أحد الباحثين من جامعة زيورخ للعلوم التطبيقية، رومان جروتر،: أن الهدف الرئيسية للأشخاص العاملين في مناطق الأكثر إنتاجا للقهوة هو السعي من أجل أن تتكيف هذه الزراعة مع الظروف المتغيرة".
وتابع: "إذا كان هناك قهوة مزروعة بالفعل في منطقة جديدة حيث يكون ذلك ممكنًا تقريبًا مع بعض خيارات الإدارة، فقد يصبح من الأسهل أو قد يكون من الممكن التوسع ولكن هذا لا يعني أننا سنحصل على مناطق زراعة البن المثالية في غضون 10 سنوات".
أمريكا اللاتينية
وأجرى عدد من المؤسسات العلمية في مناطق مختلفة من العالم مثل: معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ في ألمانيا، وبنك التنمية للبلدان الأمريكين، دراسات حول مستقبل القهوة في ظل تاثيرات تغير المناخ، والتي وضعت نتائجها البلدان الأكثر إنتاجا للقهوة في حالة تأهب قصوى، وبالأخص البلدان في أمريكا اللاتينية.