رئيس التحرير
عصام كامل

مراقد آل البيت ومشاهد الصحابة في حضن الإهمال (26)

ننتقل اليوم إلى محافظة الإسكندرية، والتي تضم العديد من أضرحة الأولياء التى نالت شهرة واسعة، مثل: أبي العباس المرسي، خليفة الطريقة الشاذلية، والتلميذ الأول لقطب التصوف الكبير أبي الحسن الشاذلي، وأيضًا صاحب البردة الإمام البوصيري، وأبوالدرداء الخزرجي، وسيدي بشر، ومحمد شاهر روحه، وغيرهم من الأولياء، فضلًا عن ساحة الأولياء بميدان المساجد بالمنشية، والتى يطلق عليها بقيع الإسكندرية الجديد؛ نظرًا لوجود 33 ضريحًا فى الميدان، بالإضافة إلى الأضرحة الجديدة المندثرة، وغير المشهورة المطلوب نقلها إليها، والبالغ عددها قرابة 15 ضريحًا آخر.

 

الإسكندرية توصف بأنها بلد الأضرحة، فهي في مقدمة المحافظات التي التحق بها الصالحون، فمنهم من كان يأتي للتجارة عبر البحر، ويستقر في الثغر، وتلاميذ الأولياء الكبار، مثل العارف بالله سيدى أبوالعباس المرسي، الذى جاء إلى عروس البحر الأبيض، واستقر، وتوفي فيها. 

 

مشاهد داخل المساجد

 

79 من هذه المشاهد والمقامات، داخل المساجد، يتبع وزارة الأوقاف، وتتولى مديرية الأوقاف ترميمها، وبعضها يتبع المشيخة العامة للطرق الصوفية، وتتحمل نفقة ترميمها، بالتعاون مع المريدين، وأهل الخير، مثل ضريح سيدى الجراحى، الموجود فى زقاق بكوم الدكة، وضريح سيدى أحمد الخياشى، وموجود بجوار ضريح يعقوب بن عبدالرحمن بن محمد، بشارع فؤاد.

 

المحافظة تضم نحو 400 ضريح، ما بين أضرحة ظاهرة ومعروفة، وأصبحت مزارات لمحبي الأولياء، وأضرحة أخرى لم تنل إلا قدرًا قليلًا من الشهرة، أو المندثرة، والتى لا يعرفها سوى جيرانها، ولا يأتى إليها المحبون سواء من الإسكندرية أو المحافظات.

 

ضريح محمد كريم

 

كثير من الأضرحة فى حاجة ماسة إلى ترميم أو نقل كلي إلى ميدان المساجد فى منطقة بحري؛ لحمايتها والحفاظ عليها، مثل ضريح الشيخ محمد كريم، والي الإسكندرية، وقائد الثورة ضد الاحتلال الفرنسي، والذي قدم روحه فداءًا لمصر، وأقدم الفرنسيون على إعدامه، وتم دفن جثمانه في شارع السيد كريم، بجوار مسجد سيدي علي السماك بمنطقة غيط العنب، ونظرًا لتهدم المنزل الذي كان موجودًا بداخله تحطمت القبة الخاصة بالضريح، واندثرت معالمه تمامًا، وبات غير موجود، فضلًا عن ضريح سيدي يعقوب القاري، وشاهر روحه وسيدي الزعفراني، وكلها تحتاج إلى ترميم.

 

أما الأضرحة المندثرة والمهددة بالاختفاء فى الإسكندرية، مثل ضريح سيدي محمد شاهر روحه، والذي يقع فى وسط شارع بحارة المغاربة، ولا يحميه سوى "شبك حديد متواضع" فقط، وكذلك ضريح سيدي محمد الزعفراني الكائن فى شارع بحارة متفرعة من شارع النصر، ومساحته متر وربع المتر فقط، محفوف بأسلاك حديد ضعيفة، وتعلوه كسوة خضراء، وأيضًا ضريح سيدي العدوي الموجود في ميدان عام وسط طريق باتجاهين، وضريح سيدي محمد الزهري الكائن بإحدى الحدائق فى مواجهة إستاد الإسكندرية، ولا يعرفه الكثيرون.

 

 

الأضرحة المندثرة أو غير الظاهرة، ولا تزار بكثرة، تحتاج إلى نقلها لساحة الأولياء بميدان المساجد فى بحري، ليتم إقامة مجمع أضرحة.

وحتى الآن، بلغ عدد الأضرحة التى تم تجميعها ونقلها من الشوارع والحارات والميادين إلى ساحة أولياء الله الصالحين، فى بحري، 15 ضريحا منها 14 يحمل أصحابها اسم محمد، وسيدة.. وجرى نقلها على مدى 60 سنة، حيث يضم ميدان الأضرحة 33 مقامًا بينها 28 رجلًا و5 سيدات.

الجريدة الرسمية