مراقد آل البيت ومشاهد الصحابة في حضن الإهمال (24)
السياحة أولوية في أهداف المشروع القومي لتطوير مزارات أهل البيت في مصر. وبديهي أن هذا لن يتم إلا بارتقاء سلوكيات العاملين والمواطنين المحيطين بهذه المنارات، وتوعيتهم بحسن المظهر، والرقي، والتحضر، والاقتناع بأن حسن معاملة السائحين والضيوف هو السبيل لزيادة الدخل القومي والفردي، وازدهار مستقبل مصر، ودعم التنمية المستدامة بها، لكن ما يحدث حاليًا بتلك الأماكن وحولها ما هو إلا ضرب من ضروب الإهمال القاتل.
أولويات الترميم والتطوير
ومن ثمَّ، صارت مشاهد آل بيت النبي، صلى الله عليه وسلم، فى مصر ضمن أولويات الترميم والتطوير بتوجيهات القيادة السياسية منذ يوليو الماضي، بضرورة تطوير الأضرحة بشكل متكامل، خاصةً أضرحة السيدة نفيسة، والسيدة زينب، وسيدنا الحسين وغيرها، لتشمل الصالات الداخلية، وما بها من زخارف معمارية راقية وغنية؛ تماشيًا مع الطابع التاريخى والروحانى للأضرحة والمقامات، جنبًا إلى جنب مع تطوير كل الطرق والميادين والمرافق المحيطة والمؤدية لتلك المواقع لما لهذه الأضرحة من مكانة روحية لدى كل المصريين باعتبارها مصدرًا للسلام النفسى والطمأنينة.
وأضرحة آل البيت فى مصر تحتل مكانة خاصة في نفوس الشعب المصري فضلًا عن قيمتها الأثرية، حيث تجمع بين التاريخ القديم وروحانية الأماكن الدينية، ولذا فإن الإعتناء بها لن يساهم في تعزيز السياحة الداخلية فحسب، وإنما ستدعم السياحة الدينية الأجنبية القادمة من دول مثل العراق وباكستان وماليزيا والهند.
مقومات السياحة الدينية
كما ستعزز تنشيط وتنمية مقومات السياحة الروحية لكل الأديان والجنسيات، فهى المسار المقدس للحج المسيحى بالمحطات التى باركتها العائلة المقدسة، وهى مسار آل البيت بشارع يعتبر الوحيد فى العالم الذى يضم مشاهد آل البيت، وهو شارع الأشرف أو ما يعرف بـ شارع أهل البيت بوسط القاهرة، ويضم مقامات كل من الإمام زين العابدين، والسيدة نفيسة، والسيدة سكينة بنت الحسين، والسيدة زينب، والسيدة رقية بنت علي (سلام الله عليهم أجمعين).
ويبدأ الطريق من منطقة فم الخليج حيث مشهد زين العابدين الذي يضم رأس زيد بن علي أو كان منزل علي زين العابدين في مصر عندما جاء ليزور عمته زينب بنت علي فى بعض الروايات، وينتهي الطريق بمشهد السيدة زينب بالقاهرة بالإضافة إلى مزارات أخرى في مواقع مختلفة مثل مقبرة فاطمة النبوية في منطقة النبوية.