عفوا.. من باعوا النيل ليسوا المعارضة!
توقع الناس أن تكون الأخبار السابقة على إفطار العائلة المصرية مع الرئيس حول أحوال مادية لهم، أو حول ملف النيل وسد الخيبة وخاصة مع إعلان إثيوبيا تعلية القطاع الأوسط، لحجز كميات المياه المليارية التى تتحدي بها مصر، وأيا ما كانت التوقعات، فإنها لم تبلغ حد أن ترى وجوها ارتبطت فى أذهان الناس بكل القلق والقرف والتوتر والتقلبات وتحدى الدولة ومناصرة أطراف ثبت إضرارها بالوطن.
إذن فقد مد رئيس مصر الرئيس عبد الفتاح السيسي يده وفتح قلبه وذراعيه لمن رأيناهم مصادر تنغيص وتأليب وتحريض، ونحن لسنا ضد هذ الخطوة التى تتسم بروح التسامح، والرغبة الصادقة من رئيس البلاد فى فتح آفاق جديدة للحوار، وواكب ذلك الإفراج عن شباب لم تتلوث أياديه بالدم، تلوثت عقول فيهم بفكر معاد فحسب!
ينظر إليهم كسجناء رأي والحقيقة أن هذا التعبير مناف للحقيقة، لأنه بينما كانت تتعرض الدولة للانهيار فلا رأي يجوز إلا الوقوف بجانبها، فلا حياد وقت الحرب على الدولة، فما بالك بمن ناصروا وتمددوا.. تحت لافتة النشطاء!
حوار وطني
ما علينا.. مبروك الإفراج ، ومبروك الصفحة الجديدة، ونرجوا أن تكون جديدة، وأن تفتح الدولة بوابات الحرية المسئولة، ونذكر أن السنوات الأخيرة من حكم الرئيس مبارك رحمه الله كانت بوابات الحرية علي مصاريعها، لدرجة السباب والكذب والتشكيك والفوضي التى نجمت عن فيضان من التحريض والتثوير والتسخيط وبث الدعايات المضللة.. ومن المفرج عنهم من كانوا في الطليعة من هذه السيول الكاسحة، لكن لعلهم اهتدوا.. أو صموا صدورهم. وعقولهم عن أنابيب تمويل الأكسجين الخارجية!
السنوات الماضية كانت سنوات تثبيت الدولة، والإعلان عن إفطار مع شخوص ارتبطت في وجدان الناس بالتحالفات والتلون، يعني أن الدولة تمكنت بالفعل من الرسوخ والثبات والتمكن، وبثمن باهظ هو دماء الأطهار من الجيش والشرطة والمدنيين، ونحن نثق في القيادة وفى رؤيتها، وما نقوله هو أن من هذه الوجوه ضمائر قلابة، وهؤلاء ليسوا المعارضة الحقيقية، المعارض الحقيقي يحجم عن النيل من وطنه وهو ينهار، ولا ينضم إلى من يهدم أركانها ويؤلب عليها، طمعا فى مصلحة شخصية أو يزايد بجهالة وعفن فكرى مات وانتهى..
الذين مد الرئيس يديه إليهم وأفطرهم مع العائلة المصرية هم من ذهبوا إلى الأحباش وهنأوهم ودعوعم لبناء سد الألفية، النهضة حاليا. هذه الوجوه يا وطنى الغالي هي من آزرت إثيوبيا، وسلمت لهم نيل مصر. هذه الوجوه ذات الكدرة والغبرة هي سبب الكارثة، والمأزق الاستراتيجي الذي تعيشه مصر..
قرار الوطن بفتح صفحة جديدة وبدء حوار وطنى.. قرار نحترمه وننحنى له.. لكن مع من الحوار؟. مع الأحزاب التى لم تخن ولم تتلون ولم تتحالف ولم تهدد.. مع الرموز السياسية الطاهرة التى تخضلت عيونها بالدموع خوفا على مصر.. الحوار مع الكفاءات المركونة بالبيوت، تجتر الحسرات، إذ ترى مفارقات تذهل العقل.
دعوة الرئيس للحوار انفتاح على الآخر.. الرأي الآخر.. الوطنى، الطاهر الرؤية.. لا غرض لي فيما أقول ولا مأرب.. لكن الذاكرة لاتزال تراهم وهم يهتفون ويباركون للأحباش ويعطلون تماسك الوطن. ويسببون لمصر مصيبة تهدد ضياع النيل.. وأي مصيبة!
قرار الرئيس صادق النية، فهل تطهرت قلوب هذه الوجوه التى ضللت وضلت لسنوات قبل أن يطويها النسيان فتخرجها يد أمينة سليمة الطوية، تحسبهم في خندقها؟
فى كل الأحوال لاتغادرنى قط ثقتى بالرئيس ورؤيته.. فقط أنبه كمواطن اكتوى ولانزال.. بما فعلوه..
الإفراج عن شباب محبوس أو مسجون.. يفرح القلوب ويوسع أفق المكانة الدولية لمصر.. لذا نرجو أن تتم الفرحة ولا يكدرون حياة بقية الشعب.. وعموما المشهد مفتوح..