رئيس التحرير
عصام كامل

الاختيار الموازي (3)

أكدنا في المقال السابق أن ملف الإعلام  كان يديره خيرت الشاطر من منزله، وأن عشرات الصحفيين والمذيعين إلتقوه، فكان بيت خيرت الشاطر قبلة لمن كان ضد الإخوان ويرغب في الإستمرار على الشاشة، أو من كان معهم ويرغب في وظيفة، المهم.. أن من دخل بيت الشاطر فهو آمن على وظيفته، ومن وقف أمامه يعرض المساعدة فهو في طريقه إلى وظيفة.


في هذه الأثناء بدأت شلة المتلونين تنزع ثوب ثوار يناير و٦ أبريل وترتدي ثوب الإخوان، وكانوا قبل هذا وذاك يرتدون ثوب الحزب الوطني، الشلة جاهرت بتعاطفها مع الجماعة، وتبرأت من ماض أجبرت فيه على نفاق نظام مبارك الذي طالما إمتدحته،وسبحت بحمده، كنت إذا شاهدت أحدهم مع قيادات الإخوان تشعر بحميمية في السلام والكلام، وبعضهم كان يفتش في ماضيه عن قريب إخواني ليتمسح فيه.

الشاطر والمتلونيين


عانى الإعلامي المحترم طارق الفطاطري رئيس القناة من هذه الشلة، وعانيت معه، حيث شاءت الأقدار أن نتعامل معها بشكل مباشر، بعضهم جاء بتوصية من خيرت الشاطر، والبعض الآخر فرض نفسه بإعتباره أحد أعضاء الجماعة، ولم تكن قناتنا إستثناءً.. فالوضع في كل القنوات كان مشابهًا.
 

أحد أعضاء شلة المتلونين الذي أكل على موائد كل الأنظمة، إستغل فرصة عمله مع الإخوان ومارس ضغوطًا كثيرة على القناة، كان يتقاسم مع مذيعة فاضلة تقديم أحد البرامج على الشاشة، ويريد أن يفرض سطوته على الحلقات الخاصة بزميلته، يتصل من الإتحادية، ويطلب من طارق الفطاطري تغيير محتوى حلقاتها، لكنه كان يفاجأ بالرفض، ثم طلب منه بشكل مباشر أن يقصيني من القناة، لكنه فوجئ أيضًا بالرفض، كان هذا المتلون يتقاضى أجرًا كبيرًا لم يحصل عليه مذيع سابق أو لاحق، وبعد فترة إتضح أنه كان يمارس ضغوطًا على كل القنوات، ساعده على ذلك إستضافته لكل كوادر الجماعة ونفاقه لهم على الهواء، وعمله معهم.


مذيع آخر فرضته علينا الجماعة.. وإن كان قد إدعى بعد ذلك أن علاقته كانت مع أحد الأجهزة السيادية، هذا المذيع إكتفى بما حصل عليه، برنامج أسبوعي، ومرتب كبير، وحمد الله على ذلك، فهذه حصته في مرحلة لم يجهده التلون للتواجد فيها.


أمثال هذه النماذج تواجدت في كل القنوات والصحف، وسأكون موضوعيًا إذا قلت أنهم كانوا أسوأ وأخطر من المذيعين المنتمين لجماعة الإخوان، والذين تزاحموا على تقديم البرامج في كل القنوات، سواء برغبتهم أو برغبة أصحاب القنوات.


بعض الزملاء الأفاضل طلبوا مني ذكر أسماء شلة المتلونين، ولهم أقول.. كل من يظهرون على الشاشة حاليًا (إلا القليل) ينتمون إلى هذه الشلة، وهم يعرفون أنفسهم جيدًا، ويعرفهم كل من يفتش في اليوتيوب.

 


دخلت مع هذه الأسماء معركة من قبل.. وكانت النتيجة تصدرهم للمشهد الإعلامي، وإيذائي في عملي. ليس هذا فحسب.. الشلة نالت من طارق الفطاطري عندما أقصته نهائيًا من الساحة. شلة المتلونين.. تمثل الخطر الأكبر على أي نظام، وتفقده المصداقية، وتباعد بينه وبين كل فئات الشعب،
الأسبوع القادم، مذيعون أعلنوا الحرب على الإخوان.. توفيق عكاشة نموذجًا.

 besheerhassan7@gmail.com
 

الجريدة الرسمية