قيامة المسيح وتأثيرها على جوانب الحياة
لذلك أهنئكم تهنئة قلبية بهذا العيد المجيد، طالبًا من الله فى هذه المناسبة الكبيرة، البركة والخير والسلام لكنيستنا العريقة ولوطننا العزيز مصر قيادة وشعبا وللعالم أجمع. بلا شك قيامة المسيح من بين الأموات كان لها تأثيرها فى الحياة، بلا شك أشارت إلى النبؤات التى تكلمت عنها وأكدت صحتها وتحقيقها..
ولعل من تأثير قيامة المسيح على جوانب الحياة، أشار الرسول بولس بأنها قيامة مصحوبة بقوة عظيمة "لأعرفه، وقوة قيامته وشركة آلامه، متشبها بموته" (فى 10:3 ) ومن هذا المنطلق، تعد قيامة المسيح من بين الأموات، آية من آياته، أو معجزة من المعجزات، هذا لانه أقام نفسه بنفسه، ولم يقمه أحد، مثل بقية الحالات، التى قامت من بين الأموات لانه: "هو القيامة والحياة" ( يو25:11 ).. دعى المسيح فى قيامته "أول قيامة الأموات" وكذلك فى قيامته "بباكورة الراقدين" ( اكو 20:15 ).
ولا يفوتنا أن نشير بأن قيامة المسيح أكدت على عقيدة القيامة العامة من بين الأموات، وأهدافها المكافة أو الدينونة.. ومن الجوانب الهامة فى قيامة المسيح من بين الأموات، اتضحت لنا صورة أجسادنا التى نقوم عليها فى يوم القيامة العامة، وبالتالى تكون أجسادنا في القيامة العامة على صورة جسد المسيح فى قيامته كما أشارالرسول بولس (فى 21:3 ).
ومن الجوانب التى أثرت عليها قيامة المسيح هى قيامة الناس من الموت الروحى الذى بسبب الخطية، لانه معروف أنه بعد قيامة المسيح من الأموات وكرازة الآباء الرسل بلإيمان المسيحى وقبول الناس لهذا الإيمان فى حياتهم ومعايشتهم له والتمتع بنعم هذا الإيمان من خلال الكنيسة، استطاع الناس أن يتوبوا توبة حقيقية صادقة أطلق عليها فى سفر الرؤيا، بأنها قيامة أولى..
إيمان وعقيدة
ومن الجوانب الهامة بأن قيامة المسيح من الأموات هى جزء لا يتجزأ من إيمان وعقائد المسيحية بعيد القيامة بصفة خاصة وارتباطه بببقية الأعياد المسيحية بصفة عامة، ومن جانب آخر هناك ربط وثيق بين عيد القيامة والصوم المقدس الكبير وأسبوع الآلام الذى يسبقه ومدته 55 يومًا، لأن كل منهما يؤهل في توقيت الاحتفال وذلك بسبب تعدد التقاويم، وأثرت على الزمن وجعلت يوم الاحد هو يوم الرب وأول الأسبوع "هذا هو اليوم الذى صنعه الرب نبتهج ونفرح فيه" ( مز 24:118 )..
ولايفوتنا أن نشير بأن عيد القيامة له تأثير على التاريخ البشرى لأنه مرتبط بتاريخ قيامة المسيح من الأموات، كما أن عيد القيامة هو تقليد مسلم منذ القدم ومعمول به فى الكنيسة وتحتفل به جميع الكنائس المسيحية فى العالم بغض النظر عن الآختلاف فى توقيت الاحتفال بسبب تعدد التقاويم التى تقوم عليها حسابات كل كنيسة..
ويعوزنا الوقت أن نشير إلى جانب هام وهو أن قيامة المسيح دحضت إنكار الصدوقيين وامثالهم، كانوا الصدوقيين فى أيام المسيح لايؤمنون بالقيامة العامة ولا بقيامة المسيح، بالتالى كانت قيامة المسيح عربونًا على قيامة البشر فى أواخر الأيام، وإن لم تكن حدثت قيامة المسيح، فلن تكون قيامة للبشر على الأطلاق! ( اكو 13:15 ) لاننسى بأن نذكر عن قيامة المسيح بأنها هى التى دفعت الملائكة للكرازة للنسوة بقيامته وكلفوهن بالكرازة للآباء الرسل والناس. وبناء على إيمان الآباء الرسل بقيامة السيد المسيح وظهوراته العديدة لهم بعد القيامة كرزوا بها للناس فى كل المسكونة مع بقية جوانب الإيمان المسيحى وعقائده..
ولايفوتنا أن نشير بأن عيد القيامة له تأثير على التاريخ البشرى لأنه مرتبط بتاريخ قيامة المسيح من بين الأموات.. ومرتبط جغرافيًا بحدث قيامة المسيح الذى حدث من القبر فى أورشليم القدس، ومن الملفت للنظر بأن الشهداء والذين ترهبنوا ربطوا استشهادهم ورهبنتهم بالقيامة العامة وذلك بالمكافأة الأفضل فىالحياة الأبدية.
ونحن فى هذه المناسبة المقدسة التى لقيامة مخلصنا الصالح من بين الأموات نطلب من الله ونكرر الطلبه، بأن ينعم بالسلام والخير والبركة والتقدم لوطننا العزيز مصر قيادة وشعبًا وكذلك كنيستنا المقدسة والعالم أجمع.
وكل عام وجميعكم بخير.