إنجاز مفتي الديار
حققت دار الإفتاء المصرية تحت إدارة الدكتور شوقي علام طفرة حقيقية.. الدكتور شوقي علام تم تعيينه مفتيًا للديار المصرية منذ العام 2013.. وخلال هذه السنوات.. حلَّق الدكتور شوقي علام بالدار محليًا وعالميًا، حيث نجح في تحويل قاعدة العمل بها من الأفراد إلى العمل المؤسسي؛ ومن ثم غدتْ مؤسسة رائدة ذات مرجعية فقهية إسلامية رائدة في صناعة الفتوى والعلوم الشرعية، يلجأ إليها الأفراد والمؤسسات محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا.
كما توسعت دار الإفتاء في إنشاء حزمة مختلفة من الإدارات والأقسام الجديدة لضمان الوصول إلى جميع شرائح المجتمع داخليًّا وخارجيًّا، كما أطلقت مجلة دار الإفتاء، ودشنت إدارة لفض المنازعات.
كانت دار الإفتاء حاضرة بقوة في المحافل الدولية والعلمية والملتقيات الفكرية حول العالم، وقدمت خطابًا علميًّا رصينًا وأمينًا، انطلاقًا من الفهم الصحيح والإدراك العميق لمعطيات الواقع ومقاصد وغايات الفقه الصحيح، كما انطلق علماء الدار إلى مختلف بلدان المعمورة لتقديم يد العون والدعم للمسلمين، ويد التواصل والحوار مع غير المسلمين، وفتح آفاق التعاون والتآلف والتعايش بين أبناء الحضارات والأمم المختلفة.
وأكبت دار الإفتاء أيضًا مستجدات العصر، حيث تفاعلت مع وسائل التواصل الحديثة، فأنشأت عديدًا من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تعدى المتابعين لها 14 مليون متابع.. كما أصدرت دار الإفتاء خلال السنوات الثماني الأخيرة عشرات الإصدارات المهمة التي أثرت المكتبة الإسلامية وأسهمت في بناء خطاب إفتائي رصين متصل بالأصل ومرتبط بالعصر.
لم يتوقف عطاء دار الإفتاء عند هذا الحد، بل أعدت عشرات الدورات التدريبية للمبعوثين؛ لتدريبهم على مهارات الإفتاء والعلوم الإفتائية والأدوات اللازمة؛ من أجل نشر صحيح الدين بمنهجية علمية وسطية منضبطة؛ تلبية للاحتياجات المتزايدة للجاليات المسلمة حول العالم.
ولا ينكر سوى جاحد الدور الذي اضطلعت به دار الإفتاء في التعامل مع ظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب، حيث أرسلت العديد من قوافل علماء الدار؛ لتصحيح الصورة هناك، وأطلقت العديد من المبادرات التي تقوم على تصحيح الأفكار، وأنشأت مجموعة من الصفحات باللغات المختلفة لتلقي أسئلة المسلمين بالغرب، والإجابة عنها، ودشنت مرصد الإسلاموفوبيا الذي يختص برصد الظاهرة ومعالجتها، وتقديم التصورات والتقديرات الضرورية لمواجهتها، والحد من تأثيرها على الجاليات الإسلامية في الخارج، وتصحيح المفاهيم والصور النمطية المغلوطة عن الإسلام والمسلمين في الخارج.
وخلال هذه الفترة.. أصدرت دار الإفتاء ما يزيد على عشرة ملايين فتوى في مختلف الفروع والقضايا التي تهم المسلمين في الداخل والخارج؛ ما يعكس حالة الثقة التي أصبحت تحظى بها من القاصي والداني، وهو الأمر الذي أثار تيار التنوير الذي يغضبه تدين المصريين واستفسارهم الدائم عن كل ما يتصل بأمور دينهم، ويستنكر ثقتهم بالمؤسسات الدينية الرسمية.
خاضت الدار ولا تزال تخوض معركة حامية الوطيس مع تيارات التطرف والعنف، حيث أسست مركز سلام لدراسات التشدد، وهو مركز بحثي لإعداد الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية، يعالج مشكلات التشدد والتطرف ويقدم توصيات وبرامج عمل لكيفية مواجهتها، ويهدف هذا المركز في المقام الأول إلى حماية عقول الشباب من الأفكار التدميرية والتخريبية.
ما تقدم مجرد غيض من فيض كبير من إنجازات دار الإفتاء المصرية، حققته خلال السنوات القليلة الماضية، وتسعى إلى البناء عليه ومضاعفته في قادم المواعيد.