صلاة التهجد تثير جدلا واسعا في تونس
أثار بيان لوزارة الشؤون الدينية في تونس حول السماح بأداء صلاة التهجد خلال الليالي العشر الأخيرة من رمضان جدلا واسعا، بعد أن دخلت نقابة الشؤون الدينية على الخط وطالبت بتوضيحات وضمانات بعدم توظيفها ”لبث الفوضى والبلبلة“.
ودعت النقابة التابعة لاتحاد الشغل التونسي وزارة الشؤون الدينية إلى تقديم توضيحات حول قرارها السماح بفتح المساجد لصلاة التهجد.
وحذرت النقابة في بيان لها من ”استغلال بيوت الله لعقد نشاطات مشبوهة من بعض الحساسيات السياسية والإيديولوجية خاصة التيارات السلفية“.
وتساءلت النقابة في بيانها عن ”الاحتياطات التي اتخذتها الوزارة لضمان حسن تنظيم صَلاة التهجّد وعدم استغلاها كذريعة لاستباحة بيوت الله“.
وحمّلت النقابة في بيانها وزارة الشؤون الدينية ”المسؤولية الكاملة في حال توظيفها لبث البلبلة والفوضى داخل بيوت الله وما يمكن أن ينجر عنها من تضييقات على الأئمة والمؤذنين والقائمين على المساجد“.
وذهبت النقابة إلى حد التساؤل عن حكم صلاة التهجد في المذهب المالكي المتّبع في تونس.
ودعت وزارة الشؤون الدينية إلى توضيح كيفية تنظيمها وتأمينها ”في ظل الأوضاع الحالية“ و“ضمان عدم استغلالها كذريعة للقيام بأنشطة موازية بالجوامع“ إضافة إلى نقطة أثارت جدلا واسعا وتتعلق بـ“منحة“ أداء هذه الصلاة لا سيما أنها غير مرتبطة بوقت محدد، وهو ما أثار ردّا قويا من وزارة الشؤون الدينية.
ونشرت الوزارة في ردّها على البيان تدوينة لوزير الشؤون الدينية إبراهيم الشائبي جاء فيها ”أقول للنقابيين الذين يريدون ثمنا على صلاة التهجد اخلدوا للنوم تونس برجالها.
وأثار رد الوزير تعليقات ومزيدا من الجدل، وعبّرت الباحثة الجامعية في علوم الاجتماع فتحية السعيدي عن ”استغرابها الشديد“ من رد الوزير على احترازات القائمين على الجوامع والمساجد حول هذا القرار الذي وصفته بأنه ”غير مدروس“.
وكتبت السعيدي في تدوينة على صفحتها بـ“فيسبوك“: ”قبل أن أخلد للنوم (على رأي الوزير) أرغب في فهم رد الوزير على بيان (نقابة للشؤون الدينية) التي طرحت أسئلة وإشكاليات واضحة وصريحة وجب الرد عنها من الوزارة، والرد ليس السطرين الذين كتبا على لسان الوزير… فإذا كان هذا هو الرد كما كتب في الصفحة الرسمية للوزارة فإنه على الدنيا السلام“ وفق قولها.
وتابعت السعيدي: ”أما صلاة التهجد (أي الاعتكاف وترك المساجد مفتوحة ليلا نهارا طوال العشر الأيام الأخيرة في شهر رمضان) فهذه مسؤولية كبيرة في ظل وجود تيارات سلفية في المجتمع وفي ظل الأوضاع الحالية التي تمر بها البلاد“.