عبد الخالق الشبراوي: الصوم لدى الطرق الصوفية "التحلي بالأخلاق الكريمة"
قال الشيخ عبد الخالق الشبراوي شيخ الطريقة الشبراوية البرهامية وعضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية السابق إن مفهوم الصيام في رمضان لدى الطرق الصوفية هو أن نتخلق بأخلاق المولى عز وجل في صفاته وأن نتجنب كل ما يكره الإسلام.
تشريع الصيام مسلك تربوي
وأكد في تصريح لفيتو أن فرض الصيام يعد من الأحكام العظيمة التي شرعها الله تعالى، قصد تزكية الأنفس ورياضتها لما فيه صلاح الأفراد والجماعات، وذلك بقطع أسباب الشهوات التي هي محل تحريك الرغبة والدفع بها للانغماس في الملذات، فكان تشريع الصيام مسلكًا تربويًّا للانعتاق من جاذبية الحس وعمل الصوفية على الارتقاء بمفهوم الصيام في أبعاده الكمالية، بقصد الاستشراف إلى معانيه السامية، وذلك بصوم الجوارح عن المعاصي والزلات، والجوانح عن الأغيار والغفلات، حتى يصفو المحل لأن تشرق فيه أنوار اليقين، وبوارق التوحيد، وبالتالى الطرق الصوفية تفهم الصوم على أنه التحلي بالاخلاق الكريمة والبعد عن الكراهية والبغضاء فنحن نرى أن ذكر الله واجب والتكاتف واجب والإحسان إلى السائل واجب ومساعدة الفقراء واجب فلهذا ينبغي للمريد أن يقف على باب قلبه.. لذلك خص الله تبارك وتعالى الصائمين بالشرف الأسمى والجزاء الأوفى، أن جعل ثواب صيامهم مضافًا لنفسه، إضافة كرم وتشريف لقربة الصيام عن غيرها من العبادات.
الطقوس الصوفية في رمضان
وأضاف هناك طقوس وعادات يحرص الصوفيون خلال أيام وليالي الشهر الفضيل منها إقامة سهرات وأمسيات، تتضمن قراءة القرآن، والمحافظة على أداء الصلوات المفروضة والقيام والتهجد في جماعة، وكذلك عروض لفرق الإنشاد وحلقات الذكر والابتهالات والتضرع إلى المولى الكريم، بالإضافة إلى موائد الإفطار والسحور.
وتابع هناك ثلاث أنواع للصيام هم صوم العموم وصوم الخصوص وصوم خصوص الخصوص وبالنسبة لصوم العموم: فهو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة. وأما صوم الخصوص: فهو كف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام. وأما صوم خصوص الخصوص فصوم القلب عن الهمم الدنية والأفكار الدنيوية، وكفِّه عما سوى الله عز وجل بالكلية. وهذه رتبة الأنبياء والصديقين والمقربين. وأما صوم الصالحين هو صوم الخصوص، ويكون بكفِّ جميع الجوارح عن الآثام، وذلك بغض البصر عن المحرمات وكل ما يشغل القلب ويلهيه عن ذكر الله تعالى، وبحفظ اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش.