باحث: السلفية أفرطت في تكفير المسلمين وألغت مؤلفات فقهية مخالفة لأفكارهم
هاجم حسام مرعي، الكاتب والباحث التيارات السلفية في مصروالمنطقة، مؤكدًا أنها تقوم على التشدد لأقصى حد في الأحكام الشرعية المستحدثة التي جعلوها تنص على ربط فكرة التحريم بالتكفير مباشرة.
الأفراط في التكفير
أوضح "مرعي" أن السلفية أفرطت بشدة في تكفير المسلمين وإباحة دمائهم لمخالفة أبسط الأحكام الشرعية الفقهية كحلاقة اللحية أو إطالة الإزار أو قراءة أدعية أو أوراد غير مأثورة عن السلف.
ولفت الباحث إلى أن السلفية ساهمت بشدة في تقييد الفكر الإسلامي الحر وإلغاء الكثير من المؤلفات الفقهية المخالفة لأفكارهم ومنع الناس من تأويل أو تفسير النصوص الشرعية والإعتماد فقط ما يمليه السلفيون على عامة الناس.
وأضاف: أبناء المدرسة السلفية من كل الحركات المتطرفة هم الذين يشنون حروب مسلحة غير مشروعة ضد الشعوب الإسلامية المعارضة لهم ولمنهجهم، وهم الذين يستهدفون علماء المسلمين من غير المنهج السلفي كالنووي والغزالي والشاطبي وكل مَن يسلكون مسلك الأوراد والذكر الحر.
اختتم: يعمل السلفية على هدم بقايا آثار النبي محمد صلى الله عليه وسلم مثل هدمهم منزل السيد خديجة وقبور الصحابة والتابعين رضي الله عنهم لأجل شبهة الشرك، والمبالغة في تصنيف العبادات التطوعية (السنن) ورفعها إلى مستوى الفرائض، والمبالغة في تصنيف الذنوب ورفعها إلى مستوى الكبائر التي تستلزم إقامة الحد.
عن السلفية وتاريخها
السلفية هي اسم لمنهجٍ يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة والأخذ بنهج وعمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين وتابعي التابعين، باعتباره يمثل نهج الإسلام، والتمسك بأخذ الأحكام من كتاب الله، ومما صح من أحاديث النبي.
وتتمسك السلفية بالنقل الكامل لكل ما كان يدور في عصر الصحابة، ولاتخرج عنه قيد أنملة، وتقوم في جوهرها على التزام منهج القدامى في فهم النصوص الشرعية، وتعتبرهم وحدهم المرجع الجامع، الذي يجتمع عليه السلفيون، وبهذا يلتزمون أيضًا بكل ما تعنيه السلفية في اللغة، من حيث الرجوع للسابقين زمنيًا في كل شيء.
وبرزت السلفية بهذا المصطلح على يد الإمام ابن تيمية في القرن الثامن الهجري، ثم جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقام بإحياء الفكرة من جديد بمنطقة نجد في القرن الثاني عشر الهجري، وانتشرت منها إلى المنطقة العربية والإسلامية، ومن أهم أعلامهما عبد العزيز بن باز، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد بن صالح بن عثيمين، وصالح الفوزان.