أنا ولجان الإخوان.. وأمير الانتقام!
رغم مرور قرابة العشر سنوات علي مغادرتهم السلطة في عام ٢٠١٣، إلا أن الإخوان ومعهم فصيل السلفيين لم ينسوا لي مطلقا محاربتي الدائمة لهم في مقالاتي التي وصفها بعضهم بأنها طلقات نارية قاتلة ضدهم، والتي تلقيت بسببها ذات يوم تهديدا صريحا علي الهواء مباشرة من فقيه الجماعة المنحلة صفوت حجازي، خلال برنامجه التلفزيوني علي قناة الناس، عندما هاجمته في مقال نشر في اخبار اليوم لتبجحه وترشحه لرئاسة لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب، وهو الضالع في انتهاك كل حقوق الإنسان في واقعه مثبته بالاعتداء علي محامي بالضرب المبرح الذي وصل لحد القتل أمام قصر الاتحادية!
كذلك لم ينس لي السلفيين ومشايخهم هجومي العنيف عليهم لازدواجية معاييرهم، وكشف الوجه القبيح لمشايخهم ممن أفسدوا عقول الشباب، وزرعو العنف والتطرف باستغلال عباءة الدين، فكفروا كل من يخالفهم الرأي والفكر وأباحوا دماء كل من هاجم أفكارهم السوداء، خاصة كبار قياداتهم ممن أمطرونا حديثا عن ضرورة التحلي بالزهد في الدنيا طمعا في ثواب الآخرة، بينما يركبون أفخم السيارات ويرتدون أغلي الساعات..
ويتزوجون فتيات في عمر أحفادهم، حتي بلغ الأمر بأحدهم بأن بلغ عدد زيجاته ٢٢ زيجة بالتمام والكمال، من فتيات صغيرات السن، مستغلا أمواله ونفوذه وسط مريديه، ومن يحرصون علي حضور دروسه الدينية، والتي غسل بها أدمغة شباب صغير السن، اتخذوه عن جهل منهم قدوة وإماما!
وكذلك لم تنسهم السنوات التي مرت مطالبتي بكشف حساب للشيخ الذي قاد دعوة لجمع تبرعات لشراء بطاطين لفقراء الصعيد وحمايتهم من برد الشتاء القارس، فانهالت عليه أموال التبرعات بالملايين، والتي إختفي بعدها الشيخ صاحب القناة وصاحب الدعوة للتبرع، واختفت معه ملايين التبرعات، وظل فقراء الصعيد ينتظرون بطاطينه التي لم تصل أبدا!
أنا والتريند
ورغم مرور هذه السنوات الطوال منذ زوال حكم الإخوان، وإنحسار سطوة السلفيين في مصر إلا أن مقالاتي التي هاجمتهم وكشفت حقيقتهم، لازالت عالقة في أذهانهم ولازالت رغبتهم في الإنتقام مشتعله لم تخمد، فهم في إنتظار دائم لأي فرصه للانتقام من كل من تجرأ وهاجمهم وعري نواياهم الخبيثة، وكشف الوجه الآخر لمشايخهم، أصحاب الألف وجه، ولولا زوال سلطانهم ونفوذهم لكان إسم "العبدة لله" كاتبة هذه السطور يسبقه لقب "المرحومة". وطبعا ساعتها كانت تهمتي ستكون الخروج عن السمع والطاعة لأولي الأمر، ووعقوبتها القتل، ولكن إرادة لله كتبت نهايتهم، وليست نهاية مقالاتي ضدهم.
أكتب هذا بعد أن فاجأني بعض الاصدقاء بأنني قد ركبت الترند! أي والله.. كده وبدون مناسبة وأنا قاعدة في حالي بقيت تريند، إزاي؟ وليه؟
باختصار لأن بعض لجان الإخوان المتربصين بكل أصحاب الأقلام التي كتبت ضدهم سابقا، ما صدقوا، وشافوا تعليق "فيسبوكي" لي علي بوست منشور علي صفحة واحد من أشهر رجال الاقتصاد، والذي يحرص دائما علي كتابة رأيه في مجال اختصاصه، مع روشتات اقتصاديه لتوجيه صناع القرار إلي الخطوات التي يجب اتخاذها لعلاج بعض المشكلات الاقتصادية، ونظرا لكون التعليقات علي صفحة عامة وليست حوارات سرية، فقد ظهر تعليقي علي البوست المنشور، وفجأه أصبح تعليقي تريند؟
لا ومش كده وبس، لقد بذل عباقرة اللجان الإخوانية جهدا جهيدا، لدمج عدة تعليقات لي عن موضوعات مختلفة، لاظهارها علي إنها تعليق واحد كبير حول موضوع واحد، والحقيقة إنهم لم ينسوا وضع صورتي مع التعليق والإشارة إلي أنني مدير تحرير جريدة قومية، لكنهم للأسف نسوا أن الصورة التي وضعوها كانت صورة قديمة علي الفيس بوك تم تغييرها منذ ٣ سنوات !
وقد ظنوا أنهم بهذه الطريقه ربما يتحقق انتقامهم، فربما أتوقف عن الكتابة، أو يوجه إلي أي اتهام من أي جهة، وإحتمال أن احلامهم قد اتسعت فوصلت إلي حد إلقاء القبض علي! بس نعمل إيه، ونقول إيه! غباء لجان الإخوان غلب غباء زلينيسكي !
طيب هاقولهالكم بالعربي الصريح.. أقر أنا داليا جمال كاتبة هذه السطور بأنني صحفية مصرية في جريدة قومية، أكتب مقال اسبوعي، ينتقد السلبيات غالبا، ليتولي المسؤلون عنها إصلاحها، لإيماني بدور الصحافة في إصلاح سلبيات المجتمع، لإني باختصار مصرية بتحب بلدها جدا، وتحلم بها أعظم بلاد الدنيا، ولم يتوقف قلمي يوما عن النقد البناء لصالح مصر وشعبها، ولم يقصف لي قلم ولم تمنع لي مقاله، وهذه شهادتي أمام الله.
أما السادة المسئولين عن اللجان الإخوانية، والتيارات السلفية بقيادة أمير الإنتقام فأقول لهم: جتكم خيبة.. إلعبوا غيرها.