هنا يخسر المجتمع كثيرًا!
ما رأيناه في الأيام الأخيرة بعد اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية ومن قبلها جائحة كورونا اللتين أساء البعض استغلالهما اقتصاديًا يجعلنا نردد مع مفتي الجمهورية د.شوقي علام قوله: إن عودة منظومة القيم والأخلاق إلى وجهها المضيء في المجتمع هي شغله الشاغل وأن شهر رمضان جعله الله للطاعة والزهد والتحرر من الملذات والشهوات وليس للإسراف في الطعام والشراب والاستهلاك، وأن هناك انفلاتًا أخلاقيًا في المجتمع لأسباب عديدة، وأنه من دون الجانب الأخلاقي يخسر المجتمع كثيرًا؛ ذلك أن الأخلاق تبني الضمير الإنساني مصداقًا لقول المصطفى: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"..
فإذا وُجدت القيم والأخلاق وتربى الضمير الإنساني على نحو صحيح وُجد الالتزام الطوعي التام بالقوانين وربح المجتمع كثيرًا وهو ما ينبغي أن نسعى لتحقيقه عبر وسائل عديدة كالتعليم والإعلام وزيادة التوعية بحرمة وخطورة تفشي الظواهر السلبية اجتماعيًا واقتصاديًا عبر دروس العلم والندوات في دور العبادة والأندية وعبر وسائل الميديا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي لنشر الإيجابيات والتنفير من السلبيات.
ما أحوجنا لثورة أخلاقية تهدم السلبيات وتبني على أنقاضها صورة أخلاقية رفيعة تعلى من شأن فعل الخيرات وترك المنكرات ونشر قيم الحق والعدل والجمال والعدل والتسامح وقبول الآخر وهي قيم تربت عليها أمتنا وكانت سببًا في خيريتها التي امتدحها الله عز وجل من فوق سبع سماوات" كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ" (آل عمران:110).
ضبط السلوك الاجتماعي بالقدوة الحسنة ومحاكاة النماذج الرشيدة بما تنطوي عليه من رفعة وسمو.. وإيقاظ الوازع الأخلاقي في مجتمعنا أهم ما يجب أن تسعى إليه الدراما والإعلام ومؤسسات بناء الإنسان على نحو سليم تطمح إليه الجمهورية الجديدة وتسعى فعليًا لتحقيقه عبر إستراتيجية علمية وحركة مجتمعية موحدة ومتناسقة ومنسجمة تنهض بها جهات عديدة، حكومية وغير حكومية لصياغة وعي جديد، وصولًا لمجتمع خالٍ من العنف والفساد والغش والمرض، مجتمع الترابط الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى؛ مجتمع متجانس بفضائله وقيمه الحضارية الموروثة وتعليمه المثمر الجيد الذي جعله الرئيس السيسي ولا يزال في صدارة أولوياته.
استعادة روحنا الأخلاقية ورونقها الحضاري ودورها الفعال في تصحيح مسار المجتمع الذي اعترته آفات أخلاقية هو رسالة ينبغي لصناع الدراما أن يعملوا على تحقيقها وتنميتها في أعمالهم لغرس قيم الانتماء للوطن والتعايش والترابط والاجتهاد وإتقان العمل وحب العلم وصولًا لمجتمع خال من العنف والفتنة والكراهية حتى يصبح الوطن هو رداء الجميع والحفاظ عليه هو غاية الجميع.
نريدها دراما تحقق ما يصبو إليه الرئيس السيسي لتنشيط ذاكرتنا القومية ومناعتنا الوطنية بإصلاح الأخلاق والضرب بيد من حديد لكل مفسد وفاسد ومستهتر ومتجرئ على الثوابت وعابث وراغب في نشر الرذيلة والبلبلة وصرف الأمة عن قضاياها الحقيقية وهي التخلص من الفقر والجهل والمرض وتوفير حياة كريمة لكل مواطن على أرضنا الطيبة.