علي جمعة: من مصر انطلقت دولة تلاوة القرآن
قال الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، إن مصر تميزت بمدرسة لتلاوة القرآن الخاصة بها، والتي تضم عددًا لا حصر له من القراء وأصحاب الأصوات المتميزة في القراءة، مستندًا لمقولة "القرآن نزل في مكة، وطبع في إسطنبول، وقرئ في مصر"، ومؤكدًا أن قراءة القرآن من العادات المحببة للمصريين، وخاصة في شهر رمضان.
يسبحون فوق نهر لبن
واستعان جمعة بما كتب شيخ مشايخ كردستان في كتابه عن أفضل قراء القرآن، حيث وصف القراء المصريين بأنهم "يجتازون عتبات الأذن ليصلوا بالمتلقي إلى قمة النشوة القرآنية ليتخيل أنه يسبح فوق نهر من لبن"
وكتب الدكتور علي جمعة تدوينة على الفيس بوك "قراءة القرآن من العادات المحببة إلى المصريين وتتوهج هذه العادة في شهر رمضان الكريم، والمقارئ المصرية جزء لا يتجزأ من التراث المصري، حيث قالوا قديما: إن القرآن نزل في مكة، وطبع في إسطنبول، وقرئ في مصر".
وقال "وتتميز مدرسة التلاوة المصرية بعدد لا حصر له من القراء أصحاب الأصوات المميزة التي جمعت بين: حلاوة الصوت، والتمكن من الأداء، والحفظ التام للقرآن، والدراسة الدقيقة لفن التجويد من إدغام وإظهار وتنوين ومد وغيرها من أحكام التلاوة، فهم كما قال عنهم شيخ مشايخ كردستان في كتابه: (أفضل قراء القرآن) إنهم -أي القراء المصريين- يجتازون عتبات الأذن ليصلوا بالمتلقي إلى قمة النشوة القرآنية ليتخيل أنه يسبح فوق نهر من لبن".
قراء القرآن الكريم بمصر
وأضاف علي جمعة "وقد حوت المكتبة المصرية العديد من الكتب الماتعة التي تناولت القراء المصريين، لعل من أشهرها كتاب الراحل محمود السعدني بعنوان: ألحان السماء الذي طبع للمرة الأولى سنة 1959م، وحوى قصصا ممتعة عن العديد من قراء الجيل الذهبي في مصر لا يعرفها سوى مؤلف الكتاب بعدما صحبهم في حياته لأيام طويلة، وسجل كل ما وصل إليه من حكاوي وقصص"
وعن القراء المصريين للقرآن قال جمعة: "وهناك كذلك كتاب الإذاعي أحمد همام بعنوان: سفراء القرآن الكريم الذي تناول فيه السيرة الذاتية لستة عشر مقرئا من مشاهير -حسب تعبيره- دولة التلاوة في مصر، حيث تناول المؤلف رحلتهم مع القرآن حتى صاروا نجوما تتلألأ في المجتمع المصري، وهناك كتاب: عباقرة التلاوة في القرن العشرين للصحفي شكري القاضي، وتطرق الكتاب لقراء لم يتحدث عنهم أحد قبل ذلك، واعتبرهم المؤلف قراء عظاما مثل: الشيخ محمود البيجرمي، ومحمد محمود رمضان، والشيخ محمود أبو السعود، أما الجزء الأخير في الكتاب فحوى قائمة بأسماء القراء والمبتهلين المعتمدين في الإذاعة المصرية، وهي وثيقة مهمة توثق العديد من الأسماء التي ضاعت في صفحات التاريخ".
أعلام قراء القرآن الكريم
وعن الأسماء البارزة من القراء المصريين قال جمعة: "وتضم مدرسة التلاوة المصرية العديد من الأسماء البارزة التي تعدت في شهرتها حاجز الزمان والمكان، فهناك الشيخ محمود علي البنا الذي تناولت سيرته الشخصية ابنته الكاتبة آمال البنا، تحت عنوان: صوت تحبه الملائكة. وقد ولد الشيخ في قرية شبرا باص مركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية شمال مصر يوم 17 من شهر ديسمبر سنة 1926م، وحفظ القرآن الكريم في كتاب القرية على يد الشيخ موسى المنطاش، وأتم حفظه وهو في الحادية عشرة، ثم انتقل إلى مدينة طنطا لدراسة العلوم الشرعية بالجامع الأحمدي، وتلقى القراءات فيها على يد الإمام إبراهيم بن سلام المالكي".
واختتم حديثه قائلًا: “كما درس الشيخ علوم المقامات، والموسيقى على يد الحجة في ذلك المجال الشيخ درويش الحريري، ولقب بسفير القرآن لكثرة سفره لمختلف الدول العربية وبعض الدول الأوروبية لقراءة القرآن بصوته الجميل، واعتبر قارئا لجمعية الشبان المسلمين عام 1947م، وكان يفتتح كل الاحتفالات التي تقيمها الجمعية، وانضم إلى الإذاعة المصرية في عام 1948 حيث بدأ بقراءة ما تيسر من سورة هود، وتوفي الشيخ الجليل في عام 1985، ودفن في ضريحه الملحق بمسجده في قريته التي نشأ بها”.