رئيس التحرير
عصام كامل

بلد المواويل تحتفل بكفاحها ضد الفرنجة والنسيان

يحتفل أحفاد الملك مينا موحد القطرين مؤسس أول دولة موحدة في العالم القديم (4300 ق.م)، فى محافظة سوهاج بلد المواويل بعيدهم القومي في مثل تلك الأيام من شهر أبريل كل عام تخليدًا لذكرى تصدى الأجداد لقوات الغزو الفرنسية ودحر أحلام الامبراطور المغرور بونابرت بحملته الشهيرة أواخر القرن الثامن عشر.

 

قتل الاجداد العظام طموحات الامبراطور الحالم بخيرات بلادنا ومجدها علي اعتاب قرى ونجوع بلد المواويل في معارك طاحنة وصمود تليد للشرفاء ورفضهم الرضوخ للذل والاستعباد بدء بمعركة سوهاج في 3 يناير 1799 م  ومعركة طهطا في 8 يناير 1799 م  ومعركة الصوامعة في مارس 1799 م ومعركة برديس في 6 أبريل 1799 ومعركة جرجا في 7 أبريل 1799 م.

 

صمود أهل سوهاج

 

حتى كانت نهاية حلم صعاليك الفرنجة في أكبر المعارك التي خاضها أبناء الإقليم في معركة جهينة في 10 أبريل 1799م حيث كان القتال فيها شديدًا وانتصرت فيها الهراوات والبلط وغطيان الاوانى النحاس وبراميل الزيت المغلى على بنادق ومدافع بونابرت.. كما يروى الجبرتى.. حتي ملأت الجثث الشوارع ولم تتوقف  المعارك  حتى أرغمت قوات الفرنجه علي الهروب..

 

مات حلم بونابرت وعاش كفاح أحفاد مينا الموحد ليصبح  عيدًا قوميًا وموال جديد  يحتفل به أبناء سوهاج وينشدونه حتى اليوم.. عيدا للفخر والكرامة ورفض مهانة الاستعباد.. وتمضى السنوات طوال ولازال كفاح أبناء سوهاج فى كل الميادين محل تقدير من أبناء الجيران في محافظات الوادى العظيم رغم ضيق الحال والنسيان من حكومات تتوالى عبر الأزمان.

 

 

يواجه أبناء سوهاج مر الحياة  بالصبر والجلد والموال يحكى اشجانهم ولا يشكون أبدا، فقط يقبلون التحدي ولا يفكرون سوى في البناء والحفاظ على عهد الأجداد.. حين كثر العيال وضاق بهم الحال وإمتد السوس فى الزمن الغابر لينخر فى حقولهم وبارت زراعات البصل المشهود والقصب المروى وتحول الذهب الأبيض إلى ليمون، وأغلقوا لهم صناعات تجفيف بصل وزيوت ومحالج ومنسوجات وخيوط  انطلقوا شمالا وجنوبا وشرقا وغربا بحثا عن الفرج ومجد جديد ينشدوا حوله موال جديد فى مدن المجتمعات العمرانية الحديثة فى البلاد البعيدة.. 

اغتربوا كثيرا وطال صبرهم ولكن أبدا لا يشكون، فسوهاج تعيش فى وجدانهم موال وترنيمات لا تنسى.. فتحية لكفاح أهالينا في سوهاج أمس ضد الفرنجة واليوم ضد النسيان.

الجريدة الرسمية