رئيس التحرير
عصام كامل

المدير الفني وإدمان العشوائية!

فور انتهاء مباراتنا مع السنغال في دكار حرص أكثر من عضو في اتحاد الكرة على أن يؤكد التمسك بالمدير الفنى كيروش حتى يرسم مستقبلا جديد لكرة القدم في مصر، بل إن وزير الرياضة والشباب، رغم أن هذا ليس دوره ولا اختصاصه، أعلن بدوره التمسك بكيروش أيضا مديرا فنيا للمنتخب الوطنى لكرة القدم.. 

 

وعندما اجتمع رئيس الاتحاد ومعه حازم وبركات بكيروش اتفقوا على استمراره ووافقوا له على أجازة يقضيها في بلده حتى يحين موعد حسم الاتحاد الدولى أمر طلب الاتحاد المصرى إعادة المباراة على أرض محايدة بعد العنف اللفظي والبدني الذى عكر أجواء مباراة داكار.. لكن كيروش فاجأ الاتحاد المصرى بالاعتذار عن الاستمرار مع المنتخب المصرى، وقيل إن السبب وجود عروض جديدة وكبيرة له من بلدان أخرى.. 

 

بديل كيروش

 

وعلى أثر ذلك قرر الاتحاد المصرى أن يبحث عن بديل لكيروش لتولى تدريب المنتخب المصرى.. وعدنا مجددا لذلك السؤال القديم.. هل يكون مصريا أم اجنبيا؟!.. وهنا انقسمت الأراء كما جرت العادة.. لكن الاتحاد استقر بعد اجتماعين على مدرب مصرى لعدة أسباب كان من بينها كما ألمح رئيسه تقدير ظروف البلاد الاقتصادية، وتحديدا ندرة النقد الأجنبى لدينا خاصة بعد اندلاع حرب أوكرانيا، وكأنه لم تكن لدينا أزمة نقد أجنبى وإتحاد الكرة يتمسك قبلها بأيام قليلةَ بكيروش! 
 

وهكذا.. هى ذات الطريقة التى نختار بها المدير الفنى لمنتخبنا خاصة خلال السنوات العشر الأخيرة.. وهى طريقة لا تهتم باختيار الأفضل والأكفأ والأصلح والأهم الذى يملك رؤيا مستقبلية لكرة القدم فى البلاد.. والسبب إننا نختار بلا دراسة تحدد ما نستهدفه وسبيل الوصول اليه.. 

 

 

والغريب أن من اختاروا مؤخرا المدير الفنى الجديد للمنتخب الآن سبق لهم أن انتقدوا من قبل وهم خارج الجبلاية الطريقة العشوائية فى اختيار من يقود منتخباتنا الوطنية! ولذلك لا ينبغى أن نتوقع نتيجة مختلفة اللهم إلا كانت على سبيل المصادفة والاستثناء.. 
وما يحدث في الرياضة وكرة القدم تحديدا لا يختلف كثيرا عما يحدث في مجالات أخرى.. حيث لا نبحث عن المسئول الأفضل والأصلح والأكفأ ولا نعطى العيش لخبازه. 

الجريدة الرسمية