دعم الفقراء دعم للاقتصاد
توقع مسئول روسي أن تنتهي الحرب الأوكرانية قريبا، إما بالتوصل عبر المفاوضات لإتفاق روسى أوكراني، أو بتحقيق روسيا أهدافها العسكرية.. ورغم أن واشنطن تأمل في أن تستمر الحرب وقتا أطول لاستنزاف روسيا عسكريا واقتصاديا إلا أنها لا تستبعد أن تنتهى هذه الحرب في موعد أقصاه الشهر المقبل موعد انتصار روسيا على النازية.
ولكن إذا تحققت هذه التوقعات الروسية والأمريكية وإنتهت الحرب الاوكرانية قريبا فإن الأزمة الاقتصادية العالمية التى خلفتها سوف يظل العالم يعانى منها بعض الوقت، خاصة وأنها بدأت مقدماتها قبل هذه الحرب ونتيجة تداعيات جائحة كورونا واجراءات الإغلاق الإقتصادى التى صاحبتها والتى أدت إلى اضطراب سلاسل توريد السلع الاساسية والضرورية.. فإن وقف إطلاق النار في أوكرانيا لن يعقبها فورا إلغاء العقوبات الاقتصادية التى فرضها الامريكان والاوربيون على روسيا، والإرتفاع في أسعار النفط قد يتوقف ولكنه لن يتراجع بشكل فورى أيضا، وبالتالى فإن التضخم الذى خلفه لنا لن يتم التخلص منه سريعا.
وأكثر المتفائلين من خبراء الاقتصاد لا يتوقع انفراجة في الأزمة الاقتصادية العالمية قبل بداية العام المقبل، بينما هناك آخرون يتوقعون أن تستمر هذه الأزمة حتى بداية عام ٢٠٢٤ على الأقل، قياسا على أزمة ٢٠٠٨.. ولذلك علينا في مصر أن نضع ذلك في اعتبارنا ونحن نحسب خطانا الاقتصادية في مواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية علينا..
فلا نراهن على تحسن عاجل في ايرادات السياحة أو تراجع سريع في أسعار المواد الغذائية وفي مقدمتها القمح.. وإنما نمضى قدما في زيادة استثماراتنا لنزيد انتاجنا الزراعى والصناعى، وصادراتنا منه، وأيضا نزيد من انفاقنا الاجتماعى الذى يزيد قدرة أصحاب الدخول المحدودة على الاستهلاك الذى يحض على زيادة الانتاج، فإن دعم الفقراء هو دعم للإقتصاد أساسا.. وهذه وصفة جربناها في سنة أولى جائحة وثبت نجاحها.
