دكتور جنزوري.. ودراما تفجير المجتمعات!
في القطار يتعرف الحاج أحمد به ويشرح له طريقة الوصول إلى القرية التي ذهب طبيبا لوحدتها الصحية ويعده بزيارته.. تمر الأيام ولا يدخل الوحدة أي مرضي. يسأل الممرض الوحيد بالوحدة فيبلغه أن جنزوري الحلاق هو المتحكم في الشئون الطبية بالقرية ثم ينصحه بالتفاهم معه فينهره الطبيب بشدة!
بعد أيام أخرى يزوره الحاج أحمد مصطحبا ابنته ذات الثلاثة عشر ربيعا لمنحها شهادة تسنين تسمح بزواجها.. يرفض الطبيب بشدة وينصحه ألا يفعل ويشرح له خطورة ذلك صحيا! يصاب أحد أبناء القرية بتسمم كاد أن ينهي حياته بسبب وصفات دكتور جنزوري كما أسماه الأهالي!! فينقذه الطبيب بصعوبة ثم ينقذ آخر كاد أن تنفجر زائدته الدودية بسبب وصفات الحلاق فيقرر إبلاغ النيابة ضده.
وبعد إجراء عملية الزائدة التي يرفض أي مقابل لها مؤكدا أنه هناك لخدمة الأهالي مجانا بتعليمات من الحكومة، وأثناء ذهابه للإبلاغ ضد جنزوري يصل الأخير ومعه ابنه الوحيد على بنات أربعة مغشيا عليه بين الحياة والموت بسبب وصفات والده جنزوري.. متوسلا إلى الطبيب التدخل فيعنفه بشده ويبدأ في إنقاذ نجله!
هذه باختصار قصة التمثلية الاذاعية طبيب الكفر التي كتبها صبحي الجيار وأخرجها علي محمود أوائل الستينيات وقام ببطولتها محمود عزمي وعبد الحفيظ التطاوي كجزء من خطة الإعلام المصري لتغيير ثقافة الريف المصري ومواجهة الزيادة السكانية والتعريف بدور الطب كعلم يجب أن يحترم في مواجهة الجهل والخرافة!
الدراما.. بانواعها.. تخدم أو يجب ان تخدم المجتمع كما تفعل الدراما الوطنية.. وتدفعه إلي الأمام.. تساهم في تقدمه وتماسكه وتعرف الناس طريق الحق والخير والجمال.. وليس لتعرفه طريق التشاجر والتناطح وتفتيت بنيان الأسرة التي هي الوحدة الاولي للمجتمع!
أدهشنا أحد المنتجين وهو يصرح أمس أن شركته تنتج أعمالا لتغيير المجتمع! هذا فعلا دور الدراما.. شرط الشرط السابق.. أن تغيره للأفضل.. للأمام وليس إلي تحويله إلي مجتمع آخر.. ليس مجتمعنا الذي نعرفه ولا مجتمعنا الذي نريده!