إعلان ناقص !
أنا لا أقصد هنا الإعلانات الغزيرة التي تنهمر من الشاشة الصغيرة وتنغص علينا مشاهداتنا لمسلسلات رمضان والتي تكلفت ملايين الجنيهات يحظى بنصيب منها بعض نجوم الفن والكرة، ويستهدف أصحاب هذه الإعلانات جمع مليارات من الجنيهات.. وإنما أنا أقصد ذلك الإعلان الذي قام به البنك المركزي المصري أمس حول انخفاض احتياطيات النقد الأجنبي لديه شهر مارس الماضي بحوالي أربعة مليارات دولار ليبلغ نحو ٣٧ مليار دولار..
علل البنك المركزي ذلك الانخفاض في احتياطياته الذي اقترب من نسبة ١٠ في المائة باستخدامه قدرا من احتياطياته لتمويل استيراد سلع ضرورية مهمة، وأيضًا بخروج أموال ساخنة من البلاد، فضلا عن سداد مستحقات الديون الخارجية من أقساط وفوائد.. لكن البنك المركزي في ذات الوقت طمأن المصريين بأن ما لديه الآن من احتياطيات نقد أجنبى هي قدر أمن طبقا للمعايير الدولية، فهي تكفي لتغطية احتياجاتنا وواردتنا من الخارج لنحو خمسة أشهر، بينما الاحتياطيات الآمنة يجب ألا تقل عن تغطية هذه الاحتياجات لنحو ثلاثة أشهر.
ومع ذلك فإن إعلان البنك المركزى جاء ناقصا أو غير مكتمل، لآنه لم يشرح لنا حجم التدفقات التي حصل عليها هو تحديدا من النقد الأجنبي وهل كان من بينها وديعة الخمسة مليارات دولار التي أعلنت السعودية عن تقديمها لمصر مؤخرا، وكذلك حجم الأموال التي دفعها البنك المركزي الشهر الماضي لتمويل الواردات الضرورية ولسد مستحقات الديون الخارجية وكذلك لتمويل خروج الأموال الساخنة وسندات الديون الدولارية.
فهذا وحده الذي سوف يطمأن الرأي العام المصري وينهي الشائعات التي راجت مؤخرا بفعل فاعل وبشكل ممنهج حول أزمة خانقة بأنا نعانى منها في النقد الأجنبي ومرشحة للتفاقم.. لقد تضمنت إحدى حلقات مسلسل الاختيار نصيحة قدمها الفريق السيسي وهو وزير للدفاع لوزارة هشام قنديل تقضي بمصارحة ومكاشفة المصريين بحقيقة الأوضاع والمصاعب الاقتصادية لإشراكهم في مواجهة هذه المصاعب، وهذا ما فعله عندما أصبح رئيسا للبلاد، ويجب أن يكون ذلك نهج كل من يديرون اقتصادنا الآن، سواء في الحكومة أو البنك المركزي.