نقل صلاحيات الرئيس هادي منصور لمجلس رئاسي محاولة أخيرة لحل أزمة اليمن
نقل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي كامل صلاحياته وصلاحيات نائبه المقال الفريق علي محسن الأحمر، إلى مجلس قيادة رئاسي برئاسة مستشاره ونائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الأسبق اللواء الدكتور رشاد العليمي، في محاولة لرأب الصدع في اليمن ووسط ترحيب عربي خليجي.
مجلس رئاسي يمني
ويعد تصرف هادي حلحلة حقيقية للازمة اليمنية خاصة وأنه تخلى عن السلطة، بعد عشر سنوات من صعوده إلى كرسي الحكم كرئيس توافقي للبلاد، بموجب المبادرة الخليجية قبل أن تنقلب ميليشيا الحوثي على سلطته أواخر العام 2014.
وبموجب المرسوم الرئاسي، فإن مجلس القيادة الرئاسي الذي يضم ثمانية أعضاء، سيتولى استكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية، ويفوض بكامل صلاحيات الرئيس هادي وفق الدستور والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.
كما فوض الرئيس اليمني مجلس الرئاسة بالتفاوض مع جماعة الحوثي، لوقف دائم لإطلاق النار في أنحاء البلاد، وفق مرحلة انتقالية تنتهي بانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وسيكون من المهام الأساسية للمجلس الجديد توحيد القوى اليمنية، والدخول في مفاوضات مع الحوثيين، لأجل التوصل إلى توافقات تنهي الصراع الدامي المستمر في البلد لعدة سنوات.
التفاوض مع الحوثيين
وبهذا الشأن، أكد هادي أن مجلس القيادة الرئاسي الجديد مكلّف بـ"التفاوض مع الحوثيين لوقف إطلاق نار دائم في كافة أنحاء الجمهورية والجلوس على طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل سياسي نهائي وشامل يتضمن مرحلة انتقالية تنقل اليمن من حالة الحرب إلى حالة السلام".
ومع تشكيل هذا المجلس تطرح جملة من الأسئلة، أولا حول نسيجه السياسي التي كانت قواه تختلف في التصورات والأهداف وأصبحت اليوم تحت يافطة مشتركة، تطرح الإمكانيات المتاحة له لدفع عملية السلام نحو الأمام.
ويتشكل المجلس الرئاسي من 8 أعضاء برئاسة رشاد العليمي، وعضوية كل من سلطان علي العرادة، وطارق محمد صالح، وعبد الرحمن أبو زرعة، وعثمان حسين مجلي، وعيدروس قاسم الزبيدي، وفرج سالمين البحسني، وعبد الله العليمي باوزير.
اللواء الدكتور رشاد العليمي
واللواء الدكتور رشاد محمد العليمي رئيس المجلس شغل العديد من المناصب والتي كان اخرها مستشار رئيس الجمهورية 2014.
وشكلت المناصب التي عمل بها العليمي قدرته السياسية على الإلمام بشؤون اليمن التي تعاني ويلات الحرب الهمجية التي يقودها الحوثي ضد الشعب اليمني الاعزل ما يحقق فرضية ان تشكيل مجلس رئاسي قد يحقق السلام في اليمن ويعيد الهدوء من جديد.
وفكرة المجلس الرئاسي تأتي للخروج من الأزمة اليمنية وتذكرنا بالمجالس التي شكلت في دول عربية أخرى كالعراق، السودان وغيرها.
والمجلس سيقوم بمهام رئيس الجمهورية وظهر بصورة توفيقية بين مكونات يمنية مختلفة، توحدها اليوم أهداف جديدة، "كالمجلس الانتقالي" وغيره من الفصائل الموجودة في عدن ومناطق الجنوب بالإضافة إلى "فيلق العمالقة" وطارق صالح ابن شقيق الرئيس الراحل عبد الله صالح، زيادة إلى مكونات مرتبطة بالشمال بمناطق صنعاء.
ويعد المجلس خطوة هامة خاصة وان كافة هذه الأطراف توافقت على ضرورة غياب منصور هادي وعلي محسن الأحمر بعد سبع سنوات بعد الوصول الى قناعات أو توافقات أن الرجلين جزء من المشكلة وليس الحل.
غير ان المشكلة الحقيقية تكمن في تنظيم الجسم الحوثي المارق والمتطرف غير المنظور في هذا المجلس بل أن مواقفه ترفض هذه الصيغة وتشكك بها.
رفض حوثي
واعتبر عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي أن مجلس القيادة اليمني الجديد غير شرعي.
وقال البخيتي إن جماعته ترفض المجلس الرئاسي الذي تم تشكيله من قبل الولايات المتحدة، "وفق تعبيره" في خطوة جديدة لتعقيد المشهد.
ليبقى السؤال مطروحا هل تنجح اليمن في لفظ جماعة الحوثي والتحرك للأمام والعودة من جديد لمحيطها العربي ام يظل الحوثي يطلق الته العسكرية الجهنمية في اليمن مكبدا الشعب اليمني حياته في مقابل اطماعة في الانفراد بالسلطة.