رئيس التحرير
عصام كامل

فضائح إخوانية بالصوت والصورة

بدأت جماعة الإخوان الإرهابية رحلة التيه بعد خلعها من حكم مصر بثورة شعبية غير مسبوقة، وتعاني منذ تسع سنوات انقسامات وتفتت وانهيار من الرأس إلى القاعدة، وفي محاولة لجمع الشتات وإثبات التفوق والأحقية في قيادة الجماعة، أحيت جبهة محمود حسين في اسطنبول الذكرى الرابعة والتسعين لـتأسيس الجماعة وكذلك فعلت جبهة إبراهيم منير في لندن..

لكن لم تمض أكثر من أيام على احتفال المتناحرين، حتى توالت الضربات التي أثخنت جراح جماعة مأزومة وأدخلتها مرحلة موت إكلينكي، مع عرض فضائح وتآمر قادتها بالصوت والصورة خلال سنة الحكم المشؤومة، ما أثبت أن الأجهزة الأمنية في مصر، كانت لهم بالمرصاد توثق تحركاتهم ليل نهار، ولم تترك شيئا للصدفة ليقينها أنها جماعة كاذبة مخادعة لا يمكن الوثوق بها تحت أي ظرف.

 

بالتزامن مع ذكرى التأسيس، وجه الداعية الكويتي طارق السويدان، وهو أبرز منظري الإخوان، ضربة قاصمة للجماعة من الداخل وأثار جدلا واسعا، بعد تأكيده في لقاء إذاعي بسلطنة عمان، أنه ليس مع الثورات، وخلال موجات الربيع العربي والصخب المصاحب لها، كثير من آرائنا لم تصل للناس بشكل واضح، لكني أقولها بوضوح، لست مع الثورات، لأنها تؤدي إلى خراب وتدمير ومصائب للشعوب.. البعض تصور أنني مع الثورات وهذا غير صحيح، أنا مع كرامة وحرية الشعوب واحترام حقوقها.

 

أثارت تصريحات طارق السويدان جدلا كبيرا ولم يصدقه أحد، لأن ما قاله يتناقض تمامًا مع تصريحاته السابقة، فهو كان يحث المتظاهرين خلال المؤامرة على البقاء في أماكنهم ويدعو كل الشعب للانضمام إليهم، ويحرضهم املؤوا الساحات وعطلوا البلاد.

 

الاختيار والعاصوف

 

انقلاب طارق السويدان، على مواقفه وإنكارها جعل منصات الميديا تعيد تداول تصريحاته السابقة ومنها قوله: الذين يتكلمون عن الثورات وأنها لا تجوز شرعا، إن لن تتوفر لكم الحقوق فجاهدوا وكافحوا وناضلوا وأبذلوا الدم وكل الوسائل للوصول إلى حقوقكم ومحاربة الفساد والتحرر. وفي مقابلة معه قال له المذيع إن حال الناس كان أفضل قبل الثورات من حيث الأمان والاستقرار، فرد السويدان: بعض الدعاة والعلماء المصريين وغيرهم يسمون الثورات جحيما وهؤلاء لا يعرفوا فقه الثورات.

 

ووجه طارق السويدان، حديثه إلى الأجهزة الأمنية في مصر، خلال مقابلة متلفزة بعد إنهاء حكم الإخوان قائلا: أعرف أن هذه المقابلة يشاهدها الأمن المصري، وكلامي موجه لهم، معركة عض أصابع بيننا وبينكم، سنصمد أكثر، لأن النصر صبر ساعة ونحن جماعة صبر، وأنصح دول الخليج بألا يضعوا البيض في سلة مصر، لأننا سنعود شئتم أم أبيتم، فحطوا لكم خط رجعة معانا.


هذا بعض ما قاله طارق السويدان، الذي حرض أيضا على الثورة في بلده الكويت، ويحاول الآن إنكار مواقفه السابقة متناسيا أن عصر التوثيق والسوشيال ميديا لا تمر فيه الأكاذيب على أحد، وكل كذبة وتغيير قناعة، مردود عليها بالمواقف السابقة موثقة صوتا وصورة، وهذا ما يحدث حاليا في مسلسل الاختيار، حتى لا يكون لدى الإخوان الكاذبين، فرصة أو ثغرة لنفي ما تعرضه الحلقات أو اعتباره خيال مؤلف.

 

على ذكر الدراما، يتصدر مسلسلا الاختيار والعاصوف يوميًا في مصر والسعودية وغيرهما من الدول العربية، لأنهما يكشفان خبايا جماعة الإخوان، وممارستها الإرهابية في الدولتين، وسيطرتها على المجتمع لسنوات بثت خلالها أفكارها الخبيثة.

 

وكان لافتًا أنّ كثيرًا من المغرّدين أثنوا على العملين الدراميين في الوقت نفسه، وربطوا بينهما لكشفهما إفك وضلال الجماعة الإرهابية، وكان من بين التغريدات: مسلسلان أخرجا الإخونجية الإرهابيين من جحورهم، وزلزلا كيانهم وجعلاهم يصرخون ويلطمون.. شاهدوا الإخونجية على هاشتاغ العاصوف والاختيار، من أراد أن يتتبع الإخونجية لا تفوته هذه الهاشتاغات ففيها ثراء لمعرفتهم بعد خروجهم من جحورهم.

 

 


يتناول الاختيار مرحلة من أخطر ما مر على مصر في العصر الحديث وهي وقائع عاصرها الجميع ولا مجال لتزييفها، والأهم أنها مدعمة بتسجيلات صوتا وصورة لقادة الجماعة الإرهابية. كما يتناول العاصوف مواقف وأحداث عايشها الشعب السعودي حتى وقت قريب، وحض الجماعة آلاف الشباب السعودي للجهاد في أفغانستان ضد الاتحاد السوفياتي، مع التبرّع بالمال لدعم الأفغان. 
اتفق العملان على فضح الإخوان وتبشر الحلقات المقبلة بمفاجآت وأحداث دسمة تزيد قهر عناصر جماعة الإخوان ومؤيديها، خلال رحلة التيه التي تعيشها منذ سنوات وقادتها إلى أعمق انقسام وتناحر، فضلا عن تصدع يضرب كل جبهة على حدة ويبشر بقرب نهاية جماعة الإفك والضلال.

الجريدة الرسمية