رئيس التحرير
عصام كامل

رمضان وحرب أوكرانيا !

حتى شهر رمضان استغله الرئيس الأوكراني في حربه ضد روسيا.. فمع قدومه قال زيلينسكى إن مسلمي أوكرانيا سوف يضطرون هذا الشهر  للقتال من أجل بلدهم.. وبالتاكيد إن الرئيس الأوكراني لا يعول كثيرا على مسلمى أوكرانيا في الحرب نظرا لأنهم يشكلون نسبة قليلة جدا لا تتجاوز نصف في المائة فقط من سكانها، وإنما هو يحاول استثارة عواطف المسلمين  في روسيا أولا ثم خارجها،   وكسب دعمهم ومساندتهم، على غرار ما فعل وطالب صراحة  ومازال يفعل لكسب تأييد اليهود والإسرائليين أيضا، لدرجة أنه وصف بلده مؤخرا بأنها ستكون إسرائيل كبيرة لان هاجسها الأول سيكون الأمن في السنوات المقبلة.

الضغط على روسيا

 

فان الملاحظ أن الكثير من الدول العربية والإسلامية لم تنخرط في عملية العقوبات التى سارع الامريكان والاوربيون إلى فرضها على روسيا فور إندلاع الحرب، وذلك نظرا لان ذلك سوف يضر بمصالحها العديدة التى تربطها مع روسيا، فضلا عن أن أغلبية الشعوب العربية والإسلامية تتعاطف مع روسيا وتتفهم مخاوفها الأمنية التى دفعت بها إلى هذه الحرب رغم ما تحملته من تداعيات حتى الآن..

 

لذلك يبدو أن زيلينسكى رأى أنه يحتاج لمخاطبة المسلمين في مناسبة دينية مهمة لهم لعل وعسى تلقى كلماته أثرا ايجابيا لديهم، في ظل حاجته لمزيد من الضغوط على روسيا حتى يتم  التوصل إلى حل في المفاوضات الدائرة الآن ينهى تلك الحرب، خاصة وأن هذه المفاوضات مابرحت تعانى من إختلاف المواقف حول القرم والدونباس، وإن كانت قد تجاوزت مسألة حياد أوكرانيا بعد قبول الجانب الاوكراني بها.

 

 

وهكذا مازال إستغلال الدين الإسلامى من قبل الغرب مستمرا بأشكال أخرى جديدة، وهو الأمر الذى تصاعد جدا خلال الحرب الباردة للنيل من الاتحاد السوفيتى ووصل ذروته بتنظيم ما سمى بالجهاد في أفغانستان، ثم قاد الامريكان إلى تبنى فكرة تمكين الإخوان من حكم عدد من البلاد العربية في مقدمتها مصر وإعادة صياغة منطقتنا لتقوم فيها أنظمة سياسية مشابهة لنظام أردوغان التركى الذى يرفع رايات الإسلام ويحقق مصالح الامريكان.. ورغم أن إدارة بايدن أعلنت بانها لا تنهج سياسة تغيير الأنظمة السياسية، إلا أن تصرفاتها لا تؤكد ذلك، لدرجة أن الرئيس بايدن تحدث بوضوح عن إزاحة الرئيس الروسى بوتين من الحكم.      

الجريدة الرسمية