بزنس التبرعات!
جاء رمضان.. جاءنا بإعلاناته الغزيرة عن التبرعات!.. صحيح أن إعلانات التبرعات لم تتوقف طوال العام، إلا أنه تزيد كثافة وتتضاعف في شهر رمضان، باعتباره شهر الخير والكرم والصدقات.. لذلك تكثر وتتنوع إعلانات التبرعات في هذا الشهر الكريم..
ويساعد على ذلك أن عملية جمع التبرعات تحولت إلى بزنس كبير يتكسب منه الآن كثيرون بدءا من المشاركين في الاعلانات التى تحض عليها، ومصممة هذه الاعلانات، مرورا بوسائل الإعلام التي تذيع هذه الإعلانات، وحتى منظمى جمع هذه التبرعات، وبعد كل هؤلاء يأتي من جمعت التبرعات من أجلهم، فهم أقل المستفيدين منها، وتقدر تصيبهم بعض الدراسات بإقليمنا ثلث التبرعات التي تم جمعها!.. وهكذا بإسم الفقراء والمحتاجين والمرضى تجمع تبرعات تنفق معظمها على غير المحتاجين والأصحاء.
وقد فطنت جماعة الإخوان مبكرا إلى أن التبرعات تعد مصدرا مهما لتمويل أنشطتها المختلفة ومن بينها ممارسة العنف، لذلك شرعت منذ اليوم الأول لتأسيسها بناء على توجيهات مؤسسها حسن البنا إلى الانخراط في حملات لجمع التبرعات بدعوى بناء مسجد، بينما ذهبت التبرعات إلى بناء أول مقر مملوك للجماعة مع المسجد ومدرستين واحدة للبنين وأخرى للبنات..
وبمرور الوقت ومع التوسع في عمليات جمع التبرعات أقام الإخوان منظمات خاصة ومتخصصة في جمع التبرعات تنتشر الآن في ربوع أوروبا وأنحاء أمريكا، وهذه المنظمات استغلت حتى جائحة كورونا لمضاعفة التبرعات التى تجمعها لدرجة أنها ابتدعت زكاة جديدة تسمى كفارة عدم الصلاة في المساجد خلال فترة الإغلاق بسبب الجارحة التي شملت المساجد!
وتاريخ جماعة الإخوان حافل بوقائع خلافات تحولت إلى صراعات أفضت إلى انقسامات بسبب هذه التبرعات واتهامات بالاستيلاء عليها من قبل بعض قادتها.. وطالت هذه الاتهامات حتى مؤسسها حسن البنا الذى برر ذلك بأنه الإمام والمرشد وما ينفقه من أموال هو إنفاق على الدعوة الإسلامية.